قالت الجمعية الفلكية بجدة: "إن المتابعين لحركة القمر في سماء السعودية سيتمكنون بعد غروب شمس بعد غد -الاثنين- من رصد وصول القمر بالقرب من كوكب المشتري (ملك الكواكب في نظامنا الشمسي)؛ مشاهديْن بالعين المجردة، وسوف يظلان في السماء أمام مجموعة نجوم "برج التوأمان" إلى وقت متأخر من الليل. ومن خلال تليسكوب صغير يمكن رؤية أقمار "المشتري" الأربعة الكبيرة وترتيبها، كما يمكن مشاهدتها من الأرض؛ فمع حلول ظلمة الليل في سماء السعودية 10 مارس، سيكون القمران "جانميد" و"أوروبا" في جانب واحد ل"المشتري"؛ في حين أن "كاليستو" في الجانب الآخر، أما الرابع "إيوا" سيكون خلَف "المشتري"، وسوف يظهر بعد بضعة ساعات، ويمكن رصد حركته في منظر بديع".
وأضافت الجمعية: "من الغريب أن أقمار المشتري تدور بسرعة عالية حول الكوكب على الرغم من أن كل تلك الأقمار الأربعة أقمار رئيسية، وتقع على مسافة أبعد من قمر الأرض؛ فعلى سبيل المثال "إيوا" -أقرب قمر إلى "المشتري"- يقع على مسافة 421.800 كيلومتر؛ في حين أن القمر يقع على مسافة 384.400 كيلومتر من الأرض".
وقالت في بيانها: "على الرغم من المسافة الكبيرة بين القمر "إيوا" و"المشتري"؛ فإنه يدور حول "المشتري" في 1.678 يوماً مقارنة مع القمر الذي يستغرق 27.322 يوماً ليدور حول الأرض".
وأشارت إلى أن السبب في ذلك يرجع إلى كتلة كوكب المشتري الكبيرة التي تجعل "إيوا" وباقي أقمار المشتري تتحرك بسرعة عالية حول الكوكب؛ فلو كانت كتلة الأرض مثل المشتري؛ فإن القمر سوف يدور حول الأرض في 1.53 يوماً فقط، ولو كان المشتري وزنه مثل وزن الأرض عندها سوف يستغرق "إيوا" 31.55 يوماً ليدور حول "المشتري".
يشار إلى أن أقرب ثلاثة أقمار إلى "المشتري"، وهي "إيوا" و"أوروبا" و" جانميد"، لهم انتظام مداري 4 : 2 : 1؛ بحيث إنه خلال كل أربع مرات يدور فيها "إيوا" حول المشتري؛ فإن "أوروبا" يدور مرتين و"جانميد" يدور مرة.
أما بالنسبة ل"كاليستو"؛ فيُتوقع أن ينضم إليهم في بضعة ملايين من السنين من الآن، ليشكلوا سوياً انتظاماً مدارياً 8 : 4 : 2 : 1.
جدير بالذكر أن كتلة "المشتري" تعادل 318 مرة كتلة الأرض، وهي تزيد مرتين عن كتلة كل باقي الكواكب في نظامنا الشمسي، والكواكب القزمة، والكويكبات، والأقمار جميعاً متحدة.