أقام نادي أبها الأدبي محاضرة بعنوان "تجربة المرأة الشعرية: النسق, الاختلاف"، قدمها كلٍ من: الشاعرة سارة الزوري، وأستاذ الأدب والنقد بجامعة الطائف، الدكتور عالي القرشي, وقد أدار المحاضرة الشاعر إبراهيم معدي. وتحدثت الزوري في البداية عن المرأة الشاعرة، بوصفها حالة استثنائية, قائلة: إنها، من خلال تتبعها للحالة الشعرية عند المرأة في عملها المعجمي, وجدت أن المعطيات الشعرية للمرأة لم تكن متاحة كما هي عند الشعراء الرجال, بسبب القيود الاجتماعية التي فرضت عليها, وحصرتها في بوتقة لا تتمكن من تجاوزها إلا في حالات نادرة.
وأضافت أن بعض الشاعرات تواصلن معها لأجل إضافتهم إلى معجمها, كنَّ في الغالب يردن الظهور بأسماء مستعارة, وعزت ذلك إلى سبب الخضوع للنسق الذكوري, والذي أدى إلى حشر الشاعرة في مكان ضيق من التوجس والريبة, حول جديّة ما تطرحه وقدرتها على الإثراء.
من جانبه، قال الدكتور القرشي: إن كتابة المرأة الشعرية من الأمور التي استدعت ظواهر متعددة في مشهدنا الثقافي, وإن هذه الظواهر تكشف عن علاقة المرأة المبدعة والشاعرة بالنسق, وكيف تصالحت مع النسق وتمردت عليه، وكيف استسلمت له وهي تبدع وتكتب, متحدثًا عن هوية المرأة وهي تحاول تجاوز ما وصفه ب"شرنقة النسق" وقيود المجتمع.
وتطرق القرشي في كلمته إلى عملية نشر المرأة لنتاجها الإبداعي, وما واجهته من معوقات, ثم قرأ بعضاً من الأعمال الشعرية للمرأة, والتي تدل على حالتها الكتابية والتعاطي مع واقعها، والقدرة على تجاوز الحدود.
واستكملت بقية الأمسية بمداخلات الحضور المتنوعة, بعد أن أتاح المجال لها مدير الأمسية, وتناوب المحاضران الرد على المداخلات.