نجح قسم البحث والتحري بمرور الرياض - بعد توفيق الله - في الإطاحة بقائد "الداتسون" الذي تسبَّب بدهس شخصين، وألحق بهما إصابات مختلفة قبل فراره. وتعود التفاصيل، حسب مصدر مسؤول ل"سبق"، إلى أنه ورد لعمليات المرور قبل فترة بلاغ عن حادث دهس لشخصين بحي النسيم من قِبل قائد داتسون لاذ بالفرار بسيارته فور وقوع الحادث دون أن يتوقف.
وأضاف المصدر: "عند وصول جهة التحقيق للموقع تم إسعاف المصابَين للمستشفى، وجرت معاينة الموقع الذي ظهرت فيه آثار لممارسة التفحيط، دون وجود أي شخص من الممكن الاستدلال منه عن أي معلومة. وقد قامت فرق البحث والتحري بمرور الرياض بمسح المنطقة المحيطة؛ لعلها تجد السيارة متوقفة، لكن دون جدوى".
وأكمل: "بسؤال عدد من الأشخاص في أوقات متفرقة جرى التوصل لمعلومة تشير إلى احتمالية أن تكون السيارة حمراء اللون أو برتقالية، ويرجح أن قائدها كان يمارس عملية التفحيط قبل وقوع الحادث، وهذا ما طابق إفادة المصابَين بعد الاطمئنان عليهما، اللذين صدر بحقهما تقرير طبي، يفيد بإصابة الأول بكسر بفقرات الظهر، والآخر بكسر بالحوض وكدمات وجروح عدة".
وبيّن المصدر أنه لم تتوافر أي أرقام لوحات أو معلومات أخرى عن الجناة والسيارة.
وتابع: "بالرجوع لسجلات البحث والتحري ولمشاهدات الفرق لمواقع تجمعات الشباب تم الاشتباه بإحدى السيارات التي سبق أن تمت مشاهدة قائدها يمارس التفحيط بأحد شوارع الرياض، كما ورد بإفادة الفرقة أنه أثناء المشاهدة تمت ملاحظة سيارة أخرى تقوم بالتعزيز والمساندة من نوع هايلوكس، لونها أخضر؛ فتم تركيز البحث عن هاتين السيارتين".
وأوضح المصدر أنه بالبحث والمسح للأحياء المجاورة تمت ملاحظة سيارة داتسون لونها برتقالي، تنطبق عليها المواصفات، وأكد ذلك وجود آثار حادث عليها؛ فجرت مراقبتها ليومين متتالين حتى حضرت سيارة هايلوكس لونها بيج، وتوقفت بجوارها، فتم الاشتباه بها، وجرى استيقاف قائدها، واتضح أنه يبلغ من العمر 23 عاماً.
وبالتحقيق الفوري معه ومعاينة السيارة اتضح أنه تم تغيير لونها من الأخضر إلى البيج، وبمساءلة قائدها أقر بما يعرفه بأنه قد قام بتغيير لونها بطريقة غير نظامية لعلمه بحادث صاحبه خوفاً من البحث عنه، وتم بعد ذلك استدراج قائد الداتسون البرتقالي حتى تم القبض عليه، واتضح أنه يبلغ من العمر (24 سنة)، وأقر بما نُسب إليه من أنه مارس التفحيط، ولم يكن هناك متجمهرون للمشاهدة، لكنه فوجئ بشخصين قاما بقطع الطريق أثناء ذلك، فلم يستطع تفاديهما؛ فدهسهما، ولم يتوقف لإسعافهما.
وقال المسؤول: "جرى إيقاف الشخصين، وحُجزت السيارتان، كما تم التعرف على الورشة التي تم تغيير اللون فيها بطريقة غير نظامية؛ وستتم محاسبة صاحبها عن ذلك، كما سيتم الرفع للمحكمة للنظر في الحق الخاص فيما يخص الإصابات".
وجدَّد مرور الرياض تحذيره من التعدي على النظام، والتسبب في إزعاج الآخرين بتصرفات طائشة، مؤكداً أن مرور الرياض سيقف بالمرصاد لكل مخالف.
وبيّن المسؤول أن مثل هذه الحالات تطبق على مرتكبيها العقوبات المغلظة من إيقاف قد يصل لعام كامل إن لم يكن على المخالف سوابق أخرى، التي تزيد من عقوبة إيقافه، وكذلك تطبيق الغرامة المالية الكبيرة، وأيضاً ما قد يصدر مرادفاً لذلك من هيئة الفصل بالمنازعات والمخالفات المرورية من الرفع للمحكمة لمصادرة المركبة إن كانت ملكاً أو دفع قيمة المثل إن كانت للغير.
وكرَّر مرور الرياض دعوته لأولياء الأمور للحرص على أبنائهم المراهقين، والتأكد من مكان وجودهم وأقرانهم؛ حتى لا يقعوا في التجمعات التي تقودهم لهذه الممارسات والسقوط في غياهب المخدرات والقضايا الجنائية والعلاقات المشبوهة مع الأحداث، مبيناً أن مثل ذلك يحدث في تجمعات التفحيط؛ ولن يألو مرور الرياض جهداً في مكافحتها.