أعادت أم فارس حرفة حياكة الصوف في قرية الباحة التراثية للزوار وللضيوف للواجهة، وأيقظت ذكريات الماضي التي كان يعيشها أهالي منطقة الباحة قبل عشرات السنين. تقوم أم فارس "50 عاماً" عبر دكانها في قرية الباحة التراثية بحياكة الملبوسات للأطفال والنساء من الصوف بيدها وبشكلٍ مباشر أمام الزوار والحضور للتعرف على إحدى حرف سيدات منطقة الباحة. وتقول إن مشاركتي هي للتعريف بالموروث النسائي في الماضي لأهالي قرية الباحة التراثية وما ترتديه النساء في الأزمنة السالفة، وتحظى حياكة الصوف في الجنادرية هذا العام بإقبال من قِبل الزوار والحضور لاقتناء الملبوسات القديمة. وتضيف "أم فارس": أقوم بحياكة القبعات والملابس والشالات والفساتين وجاليهات وسديري وبلايز وفساتين البنات والركوه والمدس والشنط والقبعات وغيرها من المنتجات الصوفية، مبيّنةً أن حياكة قبعة تستغرق ساعتين في يدها. أما حياكة فستان فأحيانا يستغرق يومين للانتهاء منها، منوهةً بأنها تستخدم الصوف في الحياكة فقط وأحياناً تقوم بتطريز بعض الملابس بناء على طلب الزائرة لقرية الباحة التراثية. وشاركت أم فارس على مدار سنوات متتالية في سوق عكاظ والجنادرية لإحياء الموروث، وخُصص لها مكان لتمارس مهنة الحياكة. وعرجت أم فارس في حديثها إلى أهازيج يرددها الحرفيات في هذا المجال تستحث من خلالها الهمم في غزل الصوف ونقلت هذه المهنة إلى بناتها حيث يقمن بمساعدتها وطرح أفكار جديدة في الحياكة وبطرق احترافية تتناسب وذوق فتاة اليوم. وأوضحت أن هناك إقبالاً من زوار قرية الباحة التراثية من عدة دول أجنبية وخليجية وعربية، إضافة إلى من داخل الوطن لشراء ما أنتجه وأكّدت أن المرأة قديماً كانت وما زالت تسجل حضوراً كبيراً بعملها في الحِرف اليدوية لتسهم من خلالها في توفير لقمة العيش، وهذا ما تشاهدونه في قرية الباحة التراثية.