افتتحت وزارة التربية والتعليم في جناحها بمهرجان التراث والثقافة "الجنادرية 29"، متحفها التاريخي الذي يستعرض بدايات التعليم بالمملكة، لتعيد بذلك ذكريات الآباء والأجداد من المعلمين والمعلمات، وكيف كانت بدايات التعليم في المملكة العربية السعودية، الذي انطلق من حلقات المساجد والكتاتيب إلى ما نعيشه الآن من مستوى تعليمي مشرف. ويلقي المتحف الضوء على التسلسل التاريخي لتاريخ الوزارة منذ عام 1373ه، ويحكي مسيرة التعليم في المملكة، وقد شمل موضوعات رصدت تاريخ المعلمين والمعلمات في عهد مديرية المعارف آنذاك، كالاهتمام بالمعلم وحسن اختياره, وترجماتهم والوثائق التربوية، وكذلك السجلات التي تستعرض أسماء المربين الأوائل ومسيّرات رواتبهم وتكليفاتهم.
ويستعرض المتحف الفصول التي كانت تضم الطلبة آنذاك، بالإضافة لعرض العديد من الأجهزة القديمة التي كانت تستخدمها الوزارة في مختبراتها وفصولها التعليمية، مثل أجهزة عرض الأفلام الثابتة والأجهزة المجهرية التي كانت تستخدم في العلوم، بالإضافة إلى أجهزة الإذاعة المدرسية التي كانت تستخدم في حقبة تاريخية قديمة قبل عشرات السنين في مدارس المملكة، وقد لاقت استحسان الزوار.
وتسعى الوزارة من خلال هذا المتحف إلى توثيق تاريخ التعليم ونشر التراث العلمي والتعليمي والتعريف به، تماشيا مع جهود الدولة رعاها الله للاعتناء والمحافظة على تراثها العريق وإيجاد جيل يحافظ على ممتلكاته الثقافية.
كما أن المتحف يزخر بمحتوى متنوع بذلت الجهود في جمعه وتصنيفه، ويعنى بحفظه وترميمه وصيانته وتوثيقه وتسجيله، وأرشفته يدوياً وإلكترونياً وعرضه للزائرين والاعتناء بوسائل سلامته وحمايته، وجمع المزيد منه، حيث تم جمع الوثائق والصور التعليمية والسجلات والشهادات والكتب والمقررات الدراسية وأدوات التعليم المختلفة من ألواح ومحابر أقلام وأدوات إضاءة وأختام متنوعة وأدوات نشاط رياضي وكشفي، وأجهزة التعلم بطريقة (برايل) القديمة وذلك للاستفادة منها في إثراء العرض المتحفي.
كما أن المتحف يزخر بمحتوى متنوع، تم جمعه وتصنيفه وفق التصنيف الحديث لحفظ التراث والمقتنيات النادرة، ليسهم في تعريف المجتمع، خصوصاً الطلاب والطالبات، بتاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية، وغرس روح الانتماء لكيان الدولة الشاسع بمختلف أرجائها وربط الأجيال بالتاريخ الوطني للمملكة من خلال العروض التعليمية المختلفة، والتعريف بما وصل إليه بفضل الله ثم الدعم غير المحدود من الدولة للتعليم وأهله.