يزور رئيس الهيئة العامة للآثار والسياحة، الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، ظهر يوم الثلاثاء 11/ 4/ 1435 قرية سدوس، لوضع حجر الأساس لترميم وتأهيل القرية التراثية "70 كلم شمال مدينة الرياض"، التي تعد من القرى التراثية المميزة التي تحتفظ ببعض مبانيها التاريخية. وتأتي الزيارة في إطار التوجيهات الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، لمشروع الملك عبد الله للتراث الحضاري للمملكة، الذي يعد من الإنجازات الرائدة للهيئة العامة للآثار والسياحة، وإعلاناً لمرحلة تاريخية جديدة يتم فيها إعادة تشكيل الصورة الكاملة للتراث الوطني؛ ليكون جزء من التاريخ المعاش يتفاعل من خلاله المواطنون مع مواقع التراث، ويستلهمون هذه الوحدة المباركة والملحمة التاريخية التي شارك فيها أجدادنا وآباؤنا.
وتقع سدوس في أعلى وادي وتر، وعلى بعد ثلاثة أميال من جهة الشرق منها تقع حزوى وتكتسب تلك القرية المفعمة بالعراقة، المرصّعة بأصالة النخيل الخضراء الباسقة، قيمتها التاريخية، كونها واحدة من أقدم المستوطنات البشرية في منطقة وسط الجزيرة العربية، وعرفت باسم القرية، واحتضنت معالم أثرية في غاية الأهمية، لعل أهمها مسلة لافتة عليها نقوش وكتابات تعود إلى عصور قديمة تؤكد أهمية القرية، كإحدى الحواضر في الجزيرة العربية.
وفي صدر الإسلام استجاب بنو سدوس لنداء الحق واشتهر بعض الصحابة السدوسيين، واضطلعت سدوس بدور نوعي وبارز في العصر الجاهلي وفي الإسلام، حيث احتلت موقعاً على أحد طرق الحج القديمة الذي ذكره مؤلف كتاب "المناسك وطرق الحج".
كما لعب بنو سدوس دوراً بارزاً في الجاهلية والإسلام، حيث أنجبت البلدة بعض الصحابة الكرام، عليهم رضوان الله، مثل: وفد بني سدوس بن شيبان إلى الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلّم؛ ومنهم أيضاً بعض أشهر رواة الحديث عنه صلى الله عليه وسلم، مثل: عبدالله بن الأسود بن شهاب بن عوف بن الحارث بن سدوس، وبشير بن معبد بن شراحيل بن سبع بن ضبار بن سدوس.
كما اشتهر من بني سدوس، مؤرج (أبو فيد) مرثد بن الحارث بن حرمل بن علقمة بن عمرو بن سدوس، من الفرسان، وزر بن جابر السدوسي، الذي قتل الفارس عنترة بن شداد.