سدوس هذا الاسم الذي هو علم لقبيلة من قبائل العرب الشهيرة القاطنة في اليمامة ثم أصبح علماً لمكان شهير باليمامة لأن هذه القبيلة سكنت هذا الموضع وسميت البلدة باسمها ومن مشاهير هذه القبيلة العالم التابعي الشهير قتادة بن دعامة السدوسي رحمه الله تعالى ونجد أن ابن حزم رحمه الله تعالى في كتابه الجمهرة يورد التسلسل النسبي لهذه القبيلة سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وعدد جملة من أعلام هذه القبيلة ومنهم مؤرج أبو فيد صاحب الخليل بن أحمد والصحابي الجليل بشير بن معبد والصحابي خالد بن المعمر وغيرها من الشخصيات البارزة في عصر بني أمية وبني العباس وعدد منهم الإمام ابن حزم أناساً كانوا أهل شرف وسيادة في موسوعة الجمهرة رحمه الله تعالى وينص العلامة ياقوت في دائرة معارف البلدانية المعجم أنها كانت تسمى القرية بتشديد الياء وضم القاف وفتح الراء مع أن اليمامة كلها كانت يطلق عليها القرية أما القرية بالضم والفتح وتشديد الراء فهي المقصود بها سدوس ولذا قال عالم الديار النجدي اليمامي الحفصي قرية بني سدوس باليمامة ويجمع الذي ذكروا سدوس ان بها قصراً ويجزمون أن الذي بناه الرسول صلى الله عليه وسلم سليمان بن داود ومن هؤلاء العلماء الذين جزموا الإمام وكيع والهمذاني وياقوت الحموي ويزيد عليهم بأن الجن هم الذين بنوا القصر الذي يذكرونه فلا يوجد الآن ولعل بقيته الذي شاهده الرحالة المستشرق بلي الذي زار سدوس سنة 1865م في عهد الإمام فيصل بن تركي رحمه الله وهو ضيف الإمام فيصل وقد وقف على آثار وأطلال قديمة وركام ورأى عمودا مستطيلاً إلا أن رأسه قد تهدم ويبلغ طوله حوالي عشرين قدماً ويصف لويس بلي هذا القصر بأن حجارته متناسقة أي بشكل هندسي دقيق مما يدل على إتقان هذا البناء الذي كان شيئاً عظيماً فأصبح أثراً بعد عين، ويوضح بلي أن حجم العمود الذي رآه حوالي ثلاثة أقدام وكانت قاعدة هذا العمود مربعة وقد سأل بلي أمير سدوس في ذلك الزمن من تاريخ هذا العمود فلم يستطع إجابته.... وهذا العمود الذي ذكره بلي كان موجودا متماسكا في القرن الرابع الهجري حيث ذكر الهمذاني وهو من علماء اليمن في القرن الرابع الهجري وأصبح هذا العمود مشاهداً لمن زار سدوس ويورد الشيخ العلامة شكري الألوسي حيث يقول: سدوس بقربها أبنية قديمة يظن أنها من آثار حمير وأبنية التبابعة ونقل لي بعض الأصحاب من الثقات من أهل نجد أن من جملة تلك الأبنية شاخصة كالمنازل وعليها كتابات كثيرة منحوتة في الحجر ومنقوشة في جدرانها فلما رأى أهل القرية اختلاف بعض السياحين من الأفرنج إليها هدموها ملاحظة التداخل معهم ويحدثنا الشيخ حمد الجاسر في مقال له بجريدة اليمامة قائلاً: وحدثني الشيخ العلامة عبد الله بن عبدالعزيز العنقري السعدي التميمي أنه مر في إحدى رحلاته في عهد الشباب بطلب العالم بهذه القرية فأتى إلى موضع هذا القصر فلمس بيده أحجارا ضخاما قال بعض من أدرك بقية تلك الآثار من أهل هذه القرية أنه شاهد ما انهدم منها بناء مستطيل في المساء كهيئة المنارة بنى بصخور كبيرة موضوع بعضها فوق بعض وصخور في وسط صخرة حفرة صغيرة في وسطها يدخل في تلك الصخرة بحيث تنطبق الصخرتان وتلتصقان التصاقا تاماً والصخور مستديرة واستدارة الصخرة الواحدة على قولهم باع أو ما يقارب من مترين ثم هدم ذلك البناء واتخذ بعض أهل القرية صخوره لبناء بيوتهم بعد تكسير تلك الصخور وقد اتخذ بعضهم قديما قيل لنا صخرة واحدة منها مكنز للتمر وقدرنا مكان هذا البناء فلم نر إلا تلا يقع في شمال القرية... ويمتد هذا التل من الشرق إلى الغرب امتدادا يبلغ مئات الأمتار وفي طرفه الغربي قبور أهل القرية، انتهى كلام الشيخ عبد الله، ومن وصف هذا البناء من الشيخ عبدالله العنقري نجد أن هذا القصر كانت مساحته واسعة وأن بناءه صخم وهائل وبني في عصور ما قبل الإسلام بمئات السنين إن لم يكن قبل الميلاد فهذه الأطلال التي رآها لويس بلي والشيخ العنقري تدل على الجذور التاريخية الموغلة في القدم ولم تبنها قبيلة سدوس بل سكنت هذا القصر فيما يبدو، هو موجود وسكنى القبيلة لهذا المكان يتزامن مع سكن بني حنيفية حجر وما حولها قبل الإسلام بقرنين وهذا الوصف الرائع من الشيخ العنقري يعد نصاً نادراً تاريخياً أكثر دقة وتحقيق وتفصيل من وصف لويس بلي والشيخ العنقري له عناية بالتاريخ عموماً والتاريخ المحلي الإقليمي خصوصا وينتقد الشيخ حمد مقالة الناس في أن هذا البناء للسدوس وغيرها من المباني في الجزيرة العربية وهو أن الجن بنت هذا القصر للرسول عليه السلام سليمان وقال إن عادة العرب المتأخرين إذا شاهدوا بناء عظيما تظهر فيه آثار القوة والأحكام في الصفة فأنهم ينسبونه إلى جن سليمان أو إلى الشياطين المسخرة له ويؤكد الشيخ حمد ليس هناك دليل على وجود النبي سليمان عليه السلام في هذا الموقع، انتهى كلام الشيخ حمد، ولكن الظاهر من كلام المتقدمين أن هذا البناء كان قبل الإسلام بقرون كثيرة بدليل النقوش التي وجدت في قرية سدوس وقد قام باحث الآثار الأستاذ محمد الحمود بجهود إبراز آثار المنطقة حيث كشف في كتابه آثار الرياض وما حولها ففي بطن أحد الشعاب «القرية من منطقة الاستراحات» وقف الاستاذ الحمود في بطن أحد الشعاب غرب بلدة سدوس بالتحديد في جهتها الجنوبية على مجموعة من النقوش القديمة المعروفة بالخط الثمودي والتي يعود تاريخيها إلى أكثر من الفي عام وهذه النقوش هي صخرة رسوبية كبيرة الحجم ملقاة سطح الأرض قد غطت الأتربة جزءاً منها وتقدر مساحة هذه الصخرة 2.60م × 1.77م تأخذ في الميل في الجهة الغربية منها قد انطمست، هذه بعض النقوش بسبب تأثير العوامل المناخية عليها ومن أشكال الأحرف ومعانيها يتضح أن النقوش تتضمن أسماء بعض الأعلام ويضيف الأستاذ محمد العمود إلى أنه توصل وحدتين معمارتين في الجهة الشمالية الشرقية على بعد 100م من النقوش على ضفة وادي الشعيب وهي عبارة عن مبنى دائري قطره 2.5م لم يبق إلا أساساته وارتفاع ما تبقى منه 40كم ومزيل صغير طوله 2.50م ويبلغ رأسه 2م وهو متساقط بينما يوجد حول المبنى أدوات حجرية تعود إلى أكثر من عشرة آلاف سنة فبلده سدوس عمرها الزمني هو ما قبل الميلاد بآلاف السنين وأين هيئة السياحة والآثار عنها؟ المراجع: مقال الشيخ حمد بجريدة اليمامة بتاريخ 1373ه شهر صفر العدد الثالث. معجم البلدان 2/ 364 . كتاب المناسك تراجع الشيخ حمد عن نسبته للحربي والكتاب هو لتلميذه وكيع وتراجعه في معجم المطبوعات 1/528. وفي مجلة العرب السنة 23 .