قالت الجمعية الفلكيّة بجدة، إن الراصدين للسماء بمناطق المملكة كافة يستطيعون، مساء الإثنين القادم، رؤية القمر بالقرب من كوكب المشتري، الذي سيبدو للراصد بالعين المجرّدة كنقطة ضوئية برّاقة مباشرة بعد غروب الشمس. ويمتلك المشتري أكبر الكواكب في النظام الشمسي ما يزيد على 60 قمراً معروفاً تدور حوله، وأربعة من تلك الأقمار أحجامها كبيرة بدرجة تمكّن من رؤيتها من خلال تلسكوب صغير ويمكن رؤيتها أيضاً من خلال المنظار الثنائي العينية المثبّت على قاعدة.
ويُوجد اثنان من تلك الأقمار هما "جانميد" و"كاليستو" لهما أقطار بنحو 1.5 مرة من قطر القمر، فجانميد أكبر قمر في نظامنا الشمسي، بل أكبر من كوكب عطارد، والأقمار الأربعة الكبيرة تسمّى "أقمار جاليليو"، نظراً لأن الفلكي "جاليليو" أول مَن رصدها في مطلع القرن 17.
واعتقد "جاليليو" أن خسوف تلك الأقمار سيمكّن الملاحين من العثور على خط الطول في البحر، إذا أعطوا أوقات دقيقة لخسوف تلك الأقمار، وقام الفلكي الدنماركي "أولي رومر" بدراسة القمر "أيوا" في أواخر القرن 17 بغرض عمل تقويم يعتمد عليه، ولكنه اصطدم بعقبة، حيث وجد أنه عندما يكون المشتري بعيداً عن الأرض فان الخسوف يأتي متأخراً عن المتوقع وعندما يكون المشتري قريباً من الأرض فإن الخسوف يحدث مبكراً عن المتوقع.
واستنتج "رومر" بشكل صحيح أن سرعة الضوء يجب أن تكون المسؤولة عن الظاهرة المرصودة فالضوء يستغرق وقتاً أقل ليسافر عندما يكون المشتري قريباً إلى الأرض، ولكنه يستغرق وقتاً أطول عندما يقع المشتري بعيداً عن الأرض، وهذا الإثبات تسبّب في صدمة للناس في ذلك الوقت بسبب أن عديداً كانوا يعتقدون أن سرعه الضوء لحظية وفورية.
من ناحية أخرى، سيظهر القمر والنجوم وكأنها تتجه نحو الغرب خلال الليل، ولكن ذلك مجرد خداع بصري فهذه حركة غير حقيقية، فذلك يعود لدوران الأرض حول نفسها من الغرب إلى الشرق، ولكن إذا تمت مراقبة القمر فيمكن اكتشاف حركته حول الأرض، فالجانب المظلم من القمر دائماً يشير نحو الشرق أو اتجاه حركة القمر أمام النجوم خلفه، ويمكن ملاحظة ذلك في مساء اليوم التالي حيث يرصد القمر وقد ابتعد عن المشتري نحو الشرق عن الليلة السابقة.