قام مُعلِّم بفتح كيس صغير أمام طلابه يحوي شرائح البطاطس المقلية والمجففة، ثم أشعل بها النار لتشتعل بسرعة، ويخرج منها كميات من الزيوت السوداء منذرةً بخطرٍ صحي على أجسام الصغار، وذلك في تجربةٍ قُصد من ورائها التوعية من خطر المواد الحافظة والملوّنة في الأغذية. وأسهم الفيديو الذي سجّله المعلم وزميله أمام الطلاب في إيصال رسالةٍ لأولياء الأمور وقبلهم أبناؤهم الطلاب توحي بخطر البطاطس المحفوظة، على الصحة مهما تعدّدت النكهات وأسماء الشركات.
وكشف أطباء في مراكز الأبحاث السرطانية، أن البطاطس المقلية التي تملأ الأسواق سببٌ مباشرٌ لنقص مناعة الجسم، والإصابة بأمراض السرطان، لأنها تطبخ في زيوت قلي مجهولة المصدر، وتخلط بنكهات متعدّدة، ثم تحفظ في عبوات وتنقل عبر سيارات غير مجهزة، ومعرّضة لدرجات حرارة عالية.
كما علّق خبير التغذية ونائب رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور رشود بن عبد الله الشقراوي، في حديثه ل "سبق": أن ما شاهده في المقطع "احتراق الشيبسي" في تجربة أمام الطلاب للمعلم، توضح أن هذا المنتج يحتوى على كميةٍ كبيرةٍ من الزيت، حيث يتم تصنيعه بقليه ثم تجفيف الزيت إلا أنه في أغلب الأحيان تعلق كمية كبيرة من الزيت في شرائح البطاطس، لذلك فإن اشتعال النار فيها واحتراقها أمام الطلاب ناتج من الزيت، حيث يعمل كمادة تساعد على الاشتعال.
وأضاف "الشقراوي": "الشيبسي" عبارة عن كربوهيدرات "مادة عضوية" قابلة للاحتراق وهذا شيء عادي متوقع، لكن الملاحظ والمستغرب كمية الزيت المنفصلة من القطعة بعد احتراقها، عموماً قمت بنفس التجربة وحرق قطع منها من ماركات أخرى، ووجدنا فرقاً بينهما في الاشتعال وكمية الزيت المنفصلة، وأعتقد أن الفرق هو ناتج عن كمية الزيت التي تشرّبتها "الشيبس" وكذلك درجة الاشتعال والاحتراق اعتمدت على كمية الزيت الموجودة وكذلك نوعه، لذلك يجب على الجهات المختصّة مراقبة ومتابعة أنواع الزيوت المستخدمة في قلي البطاطس في الشركات المختلفة، أما بالنسبة للمواد الحافظة والمضافة فيها وخاصة الأملاح فهي بلا شك ضررها كبير على الأنسان، وخاصة لدى الأطفال حيث تعرّضهم للأمراض مرتبطة بهذه المواد كارتفاع ضغط الدم, السكري, النشاط الزائد وعدم الانتباه والسمنة.
وتابع "الشقراوي": "نهيب بأولياء الأمور، توفير بدائل آمنة بدلاً من استهلاك هذه الوجبات الخاوية في المدرسة أو في المنزل حيث لوحظ إقبال الكثير من أبنائنا وبناتنا على "الشيبسي" بأنواعها، وأصبحت الشركات تتسابق في إنتاج أنواع ونكهات مختلفة لجذب المستهلك".