تساءل الدكتور محمد السعيدي عن "سر" صمت رئيس تحرير "الوطن" الزميل جمال خاشقجي, عن التعليق على بيان شرطة عسير الذي نفى تماماً حادثة إطلاق النار على مبنى صحيفة "الوطن" بأبها. وقال "السعيدي": لقد كتب "خاشقجي" مقاله الطنان "رصاص على وجه الوطن", تعليقاً على أسطورة إطلاق النار على جدار صحيفة "الوطن", ولم نسمع له صوتاً، ولم يكتب حرفاً واحداً, تعليقاً على بيان شرطة عسير الذي كشف الحقيقة كاملة بتحقيق أمني مهني, أظهر جميع الملابسات حول الموضوع, وأكد أنه لم تطلق أي رصاصة على المبنى كما ادعى "خاشقجي", وأظهر حقيقة "صناع الكوابيس". واستغرب السعيدي أن يلوذ صناع الكوابيس بالصمت. وقال الدكتور السعيدي في مقاله: قبل أيام كتب جمال خاشقجي مقاله الطنان "رصاص على وجه الوطن", تعليقاً على أسطورة إطلاق النار على جدار صحيفة الوطن, لم نكن نعلم إذ ذاك أنها أسطورة, بل لم يكن أحد ليتصور أن صحيفة تتسمى باسم "الوطن" يمكن أن تقدم على نسج أسطورة كتلك التي نسجتها الصحيفة حول نفسها . ويوم أول أمس صدر البيان النهائي لشرطة عسير، والذي يؤكد فيه وبجلاء أن إطلاق الرصاص لم يكن سوى أسطورة. واليوم يتساءل الكثيرون كيف ولماذا صنعت صحيفة الوطن هذه الأسطورة؟! وأضاف السعيدي قائلاً: عاد الناس إلى الصحيفة نفسها ليبحثوا عن الجواب, لكن الصحيفة – وللأسف - اكتفت بنشر بيان شرطة عسير نقلاً عن وكالة الأنباء السعودية، ولم تنبس ببنت شفة. قال الناس: إن رئيس تحرير الصحيفة علق حين نشر الأسطورة، فلماذا لم يعلق على خبر تكذيبها؟جمال خاشقجي في مقاله "رصاص على وجه الوطن" كان يتمنى وبحرارة أن لا يكون من أطلق النار على جريدته مخالفاً لها في الرأي, وهو شعور يحسب له, وكنا نتمنى أن يكون صادقاً في مشاعره تلك, لكن الذي حدث أوحى لنا - وللأسف - أن ما عبر عنه لم يكن هو شعوره, فصمته يشعر بأنه كان يتمنى لو أن الحكاية صحيحة وأن الجريمة كانت بسبب معاندة صحيفة "الوطن" لمشاعر المواطنين, لأن مشاعره لو كانت صادقة لعلق على خبر تكذيب الأسطورة بما يفيد ابتهاجه بأن الخبر لم يكن صحيحاً ويحمد الله على أن مخالفيه لم يسلكوا هذا المسلك المشين. أليس هذا هو المتصور ممن أظهر أنه يتمنى أن تكشف التحقيقات عن أن تاجر مخدرات أو صائد وعول في الصحراء هو من أطلق الرصاص على صحيفته؟! وقال السعيدي: حاولت وحاول غيري أن يستلوا من "أبي صلاح" كلمة يحمد الله تعالى فيها على عدم صحة الخبر، ويبين للقراء كيف صيغ الخبر، وأن محض الكذب لم يكن فيه مقصوداً، لكن ذلك لم يحدث، وكأن أبا صلاح حزين لأن الخبر لم يكن صحيحاً. وأضاف: تذكرت وأنا أكتب هذه الخاطرة المثل العربي: رمتني بدائها وانسلت, وذلك أن "أبا صلاح" وصم خصومه في الرأي بأنهم صناع الكوابيس في مقال سابق على الأسطورة, ولم يلبث زمناً حتى وقع فيما عابه على غيره فصنع كابوساً لم يكن أحد قادراً على صناعته، كابوس أرض أرض صناعة وطنية مائة بالمائة, لكنه لحسن حظ الوطن وسوء حظ صانعيه سقط قبل الوصول إلى هدفه. مشيراً إلى أن التحقيقات أثبتت تحطم الكابوس، لكنها لم تقل لنا أين كانت وجهته, وبذلك ألقت عبء بيان ذلك على صانعيه, وصانعوه لائذون بالصمت، وهو أمر ليس بمستغرب على صناع الكوابيس الوطنية. وقال السعيدي: شرطة عسير قدمت تقريراً مفصلاً ومتميزاً من الناحية المهنية, هذا ما يبدو, لكنه ترك جوانب لا ندري لماذا تركها, ومنها تاريخ حدوث هذه الآثار التي درسها التقرير, هل هي آثار قديمة, أم حديثة؟ جواب هذا السؤال ينبني عليه نتائج مهمة حول صناعة هذه الأسطورة وكيف ولماذا صنعت. وأضاف: التقرير يؤكد أن عليها أتربة، وهذا يوحي بقدم هذه الآثار, وأنها سابقة على صياغة الأسطورة, فيبقى السؤال.. لماذا صيغت هذه الأسطورة؟ وقال: نتقبل وبصدر رحب أن تكون صحيفة "الوطن" أخطأت, لكننا لا نتقبل أبداً أن تترك التعليق على بيان شرطة عسير الذي كذب الخبر وتعتذر للوطن عن هذا الخطأ, إن كان فعلاً خطأ وليس أسطورة مقصودة. نتقبل أيضاً أن تقول صحيفة "الوطن" إن شرطة عسير هي من أخطأ, أليست هذه الصحيفة هي التي تنشر وباستمرار ما تعتبره أخطاء هيئة الأمر بالمعروف وأخطاء القضاء بحجة الشفافية والإصلاح؟ واختتم د. السعيدي مقاله بالقول: إذا كانت صحيفة الوطن تعتبر تقرير شرطة عسير خاطئاً ولديها ما تقوله فلتقل, فشرطة عسير جهاز حكومي يخطئ ويصيب مثله مثل الهيئة والقضاء, أم أن الحق أنطقها وأخرسه.