طمأن علماء في مجال الصحة أن مخاطر الجسيمات الدقيقة المكونة للرماد البركاني قد تكون معدومة، ولا يمثل خطراً على صحة الإنسان العامة، وهو ما أكدته أيضا الشبكة الدولية للمخاطر البركانية على الصحة، بقولها إنه نادراً، ما يتسبب الرماد البركاني في مشكلات صحية. ووفقا لتقرير أعده الزميلان محمود لعوتة و يحى الحجيري ونشرته "الاقتصادية"، قالت وكالة حماية الصحة في بريطانيا إن الجسيمات المركزة للرماد، التي تحلق على علو مرتفع، قد تهبط إلى الأرض، إلا أن ضررها ليس بخطير. ويتكون الرماد من جسيمات دقيقة للغاية من جزئيات الصخور البركانية أو الحمم البركانية، قد يؤدي لتحسس طفيف في الجلد وتهيج العيون، ومشكلات في التنفس. وقد يؤدي الرماد لإصابة العين بالاحمرار والحكة، وإنتاج إفرازات لزجة، وسيلان الأنف، وجفاف بالحنجرة أو سعال جاف، أو شم رائحة الكبريت النفاذة في الهواء، وقالت وكالة الصحة البريطانية إن مثل هذه العوارض الصحية، على الأرجح، قصيرة الأجل. وتأتي هذه الفتوى الصحية عقب تصريحات لخبير بيئي في منطقة الشرق الأوسط بثت على فضائيات أنه يتوقع تحرك الرماد البركاني الآيسلندي إلى دول منطقة الشرق الأوسط خاصة الجزيرة العربية مثل السعودية، ودول الخليج الأخرى، اليمن، العراق، سورية، لبنان، والأردن، إلا أنه لا يتسبب في تعطيل حركة الطيران، وإنما يتسبب في مشكلات بيئية بتلوث هذه المنطقة وارتفاع حالات المصابين بمرض الربو والحساسية والأمراض الجلدية والتنفسية والليمفاوية. لكن منظمة الصحة العالمية قالت إن الرماد قد يشكل خطراً صحياً على من يعانون مشكلات في التنفس. وقالت الدكتور ماريا نيرا مديرة الصحة العامة والبيئة في المنظمة الدولية: «الجسيمات الصغيرة التي يقل حجمها عن عشرة ميكرون هي الأكثر خطورة، لأنها تخترق عمق الرئة». ويقول خبراء الصحة إن هذه الجزيئات عند استنشاقها يمكن أن تصل إلى المناطق المحيطة من القصيبات التنفسية والرئتين، ويمكن أن تسبب مشكلات خاصة للأشخاص الذين يعانون الربو أو من مشكلات في الجهاز التنفسي. ويضيف الخبراء أن تلك الجزئيات تشكل خطراً شديداً على الطيران بإتلاف محركات الطائرات. محليا استبعد الدكتور سعد محلفي وكيل شؤون الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، تأثير أجواء السعودية من الرماد البركاني القادم من أيسلندا، مستندا إلى ما ذكره بما أكدته المراقبة الدقيقة لتحرك الرماد البركاني الذي يسير حاليا نحو شمال وشرق قارة أوروبا، ولن يصل إلى المملكة ودول الخليج العربي بأي حال من الأحوال. وطمأن وكيل شؤون الأرصاد في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة المواطنين والمقيمين بالقول بأن أجواء المنطقة لن تتأثر عموما بالرماد البركاني لا بشكل عام، ولا بشكل جزئي، وفي حال رصد أية تأثيرات يتم إبلاغ الجهات المختصة في إطار النظم والتعليمات في هذه الحالة الطارئة. وعلى الصعيد ذاته، كشف الدكتور علي عشقي خبير بيئي في جامعة الملك عبد العزيز، عن تكبد قطاع الملاحة الجوية في أوروبا خسائر تصل إلى أربعة ملايين دولار في اليوم الواحد، مشيرا إلى أن الرماد البركاني القادم من آيسلند شمال أوروبا سيؤثر في جميع دول العالم من خلال مروره في طبقات الجو، كما أن الرماد سيؤثر في أحوال الطقس بشكل عام نتيجة حجبه أشعة الشمس. واستبعد عشقي تأثر الرماد البركاني على صحة الإنسان نتيجة لانسحابه عن سطح الأرض بستة كيلو مترات، بينما يؤثر الرماد البركاني على الملاحة الجوية بشكل عام في الشرق الأوسط من خلال مرور الأجواء وعدم تحرك الطائرات، حفاظا على الطائرات والأرواح. وطالب الخبير البيئي في جامعة الملك عبد العزيز الجهات المختصة بوضع تدابير عاجلة والاستعداد مبكرا لبراكين العيص التي ستنفجر فجأة وسيكمن خطرها على المدن، وأن الجهات ذات العلاقة ليس لديها أية بدائل لوسائل النقل حال توقف حركة الملاحة الجوية. من جهته، أشار المهندس هاني زهران مدير مركز الزلازل والبراكين في هيئة المساحة الجيولوجية، إلى أن الوضع مطمئن في جبال براكين حرة الشاقة والمؤشرات طبيعية جدا، ولم يتم رصد أية أبخرة متصاعدة من فوهات البراكين، وأن المتغيرات من حيث القياسات الحرارية، وتركيزات غاز الرادون، وثاني أكسيد الكربون، واتساع الشقوق الأرضية في معدلات مطمئنة. وذكر زهران إن الهيئة نشرت أخيرا كاميرات مراقبة ذات تقنية عالية ترصد جميع المتغيرات في الحرة تعمل بشكل آلي في الليل والنهار، وتقوم بنقل جميع المتغيرات إلى المركز مباشرة مع تحديد موقع الحدث الذي تغير في حرة الشاقة، حيث قياس غاز الرادون في معدله الطبيعي، وفي حال رصد متغيرات يتم إبلاغ الجهات المختصة لتطبيق خططها التي أعدتها سابقا لتلك المتغيرات في العيص.