أعلنت مصادر محلية في مدينة الرمادي العراقية أن مسلحين من أبناء العشائر انتشروا في مناطق بوسط المدينة، وذلك بعد انتهاء مهلة مُنحت للحكومة للإفراج عن النائب السني البارز أحمد العلواني الذي اعتقل فجر أمس. ونقل موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن المصادر أن المسلحين المنتشرين على الطريق الواصل بين مقر قيادة عمليات الأنبار والمجمع الحكومي في وسط المدينة يهددون بمهاجمة أي قوة عسكرية تحاول المرور في هذه المنطقة.
في غضون ذلك تفيد أنباء غير مؤكدة بأن النائب "العلواني" محتجز في سجن بمطار المثنى، وسط بغداد، تحت حراسة مشددة.
وكانت العشائر بمحافظة الأنبار تتقدمها عشيرة البوعلوان التي ينتمي إليها النائب "العلواني" الذي اعتقلته السلطات العراقية قد منحت مهلة قصيرة للسلطات لإطلاق سراحه.
وقالت العشائر إنها أمهلت "السلطات الأمنية 12 ساعة لإطلاق سراح العلواني، وإلا فإن الرد سيكون قاسياً".
وكانت قوة مشتركة من الجيش وقوات الطوارئ "سوات" اتجهت في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة إلى منزل النائب في القائمة العراقية أحمد العلواني، واشتبكت مع حراسه لأكثر من ساعة، ثم قامت باعتقاله بعد أن قتلت شقيقه علي، وجرحت ابن عمه إضافة إلى 15 آخرين من حمايته وأفراد أسرته.
وهناك أنباء غير مؤكدة عن احتجاز شقيق قائد شرطة الرمادي رهينة في جهة مجهولة لحين إطلاق سراح "العلواني".
وكانت القوات الأمنية قد أغلقت منذ يوم أمس جميع منافذ الرمادي ومنعت المئات من السيارات من دخولها، مما اضطر أصحابها إلى المبيت في العراء منذ ليلة أمس.
وقد ذكرت مصادر أن النائب العلواني قد أصيب بجروح قبيل اعتقاله.
يذكر أن محافظة الأنبار تشهد منذ الحادي والعشرين من الشهر الجاري عملية عسكرية واسعة النطاق في صحراء المحافظة التي تمتد حتى الحدود الأردنية والسورية، تشارك بها قطع عسكرية قتالية تابعة للفرقة السابعة والفرقة الأولى من الجيش العراقي، على خلفية مقتل 16 عسكرياً من الفرقة السابعة أثناء مداهمتهم وكراً تابعاً لتنظيم القاعدة في منطقة الحسينيات ضمن وادي حوران، 420 كم غرب الأنبار، بينهم قائد الفرقة السابعة في الجيش اللواء الركن محمد الكروي، وعدد من الضباط والجنود، فيما أطلق رئيس الحكومة نوري المالكي على هذه العملية اسم "ثأر القائد محمد".
ولا يعرف سبب اعتقال العلواني، ولكن وكالة "أسوشيتد برس" ذكرت أنه كان مطلوباً في قضايا "إرهاب".
وكان "العلواني" من أبرز المساندين لاعتصام نظمه نشطاء في الرمادي احتجاجاً على ما يرونه تهميشاً للعراقيين السنة من قبل الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة.
ونقل عن رئيس الوزراء "نوري المالكي" أنه هدد بفض الاعتصام قائلاً إنه أصبح مقراً لتنظيم القاعدة.
ويأتي اعتقال "العلواني" في خضم تصاعد النزاع الطائفي في العراق، إذ بلغت أعمال العنف وتيرة لم تبلغها منذ عام 2008.