قالت الكاتبة الأمريكية مورين دود إنها وهي تتأمل وضع المرأة في السعودية، اكتشفت أنها هي نفسها كامرأة مسيحية كاثوليكية "خاضعة وهامشية"، وإن الكنيسة تتبنى منظومة أخلاقية تتجاوز ما جاء به الأنبياء والرسل لتعامل المرأة كمخلوق أقل، وأن فضائح الاعتداءات الجنسية على الأطفال من قبل كبار القساوسة هي نتاج هذه النظرة التي تنكر كل ما هو أمومي وأسري. وفي مقالها "عوالم بلا نساء" في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قالت دود: حين كنت في زيارة للسعودية، التقيت بمجموعة من نساء النخبة العاملات والمثقفات، فسألتهن لماذا لا يثرن ضد حياتهن في المملكة، حيث لا تحصل المرأة على حقوقها، ويعشن في مكان يسيطر عليه الرجل، ردت النساء مدافعات، بأن المملكة تخطو للأمام لكن حركة التغيير فيها تسير حسب إيقاع الحياة فيها، وهو أمر يصعب على من يعيش خارج المملكة أن يدركه، حيث تبدو الأمور وكأنها متجمدة لكن هذا غير صحيح. وتضيف الكاتبة: ظللت أتساءل كيف يمكن لمثل هؤلاء النسوة الذكيات والناجحات على كل مستوى، أن يقبلن بتهميشهن، وفجأة خطر في بالي، أنني كامرأة مسيحية كاثوليكية، في نفس موقع المرأة السعودية، أنا أيضاً خاضعة وهامشية في مجتمعي. وتقول دود: أنا أعيش في مجتمع يسيطر عليه الرجال، فيقهر المرأة ويتجاهلها، فرجال الدين في الغرب يتمسكون بطقوس قديمة تتحيز ضد النساء، ويرفضون عقل المرأة وقلبها وموهبتها". وتابعت: "الكنيسة المسيحية تتبنى منظومة أخلاقية تتجاوز ما جاء به المسيح عليه السلام، ورغم أن كتاب "العهد الجديد/ الإنجيل" يقول إن المسيح كان محاطاًً بنساء كأمه، فإن رجال الدين المسيحي ينظرون إليها كامرأة من الدرجة الثانية". وتؤكد دود: أن إنكار المرأة ونفيها يقع في قلب الكنيسة الكاثوليكية، التي لا تبالي برعاية الأبناء والفتيات، ودللت على ذلك بما كتبته ليزا ميلر في تغطية مجلة "نيوز ويك" لفضيحة اعتداءات القساوسة الجنسية على الأطفال، حين قالت ميلر "من الخطر أن تستمر الكنيسة الكاثوليكية في تهميش المرأة، في الوقت الذي تكون فيه السيدة مريم عليه السلام في قلب تراث هذه الكنيسة". وتورد الكاتبة عن ميلر قولها في مجلة "نيوز ويك" "إن كبار قساوسة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية يعيشون ويعملون كما عاشوا وعملوا على مدى آلاف السنين، إنهم لا يكتفون بعدم الزواج، بل يتحاشون المرأة، والأطفال والأسرة، وأي علاقة بهذه الهبات الأرضية، فيجب ألا نتعجب إن نظروا إلى ما حدث للأطفال على أنهم نتاج "خطأ غير مقصود" وإن ما يحدث من رفض الكنيسة لخضوع كبار قساوستها للمساءلة أمام محاكم مدنية عن هذه الجرائم هو "تضحية ضرورية" بقضية هؤلاء لحفظ "ماء وجه" الكنيسة. وتقول دود: من الغريب أن تهتم الكنيسة الكاثوليكية بمعاقبة المنشقين عنها، أكثر من اهتمامها بمعاقبة القساوسة مغتصبي الأطفال.