يؤكد الكاتب الصحفي خلف الحربي أن "المرأة لا تستطيع أن تخفي غيرتها، كما تسقط كل أقنعة الرجل حين (تكبس عليه المدام)، فلا يبقى له سوى وجه شمعي بملامح لا معنى لها، كما حدث مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال مراسم تأبين الزعيم الراحل نيلسون مانديلا!". وفي مقاله "زوجة أوباما وشقراء الدنمارك" بصحيفة "عكاظ" يقول الحربي: "تساءلت شبكة (إي بي سي نيوز) عن القواسم المشتركة بين الرئيس أوباما والمراهقين خلال تعليقها على صور أوباما الذاتية مع رئيسة وزراء الدنمارك ورئيس الوزراء البريطاني خلال مراسم تأبين الزعيم الراحل نيلسون مانديلا! وكانت العديد من صحف العالم قد انتقدت أوباما وكاميرون ورئيسة وزراء الدنمارك لانشغالهم أثناء تأبين الزعيم الراحل نيلسون مانديلا بالتقاط صور ذاتية (سيلفي).. وركزت وسائل الإعلام على صورتين بالذات، الأولى للرئيس أوباما وهو يضع يده على كتف رئيسة وزراء الدنمارك، بينما زوجته ميشيل تنظر إليه نظرة مشحونة بعلامات الغضب والازدراء، وفي الصورة الثانية تجلس ميشيل بين رئيسة الوزراء الدنماركية وزوجها بعد أن غيرت أوباما، أما الرئيس فهو يبتسم ابتسامة بلهاء يحاول من خلالها إخفاء مشاعر الإحراج والتوتر".
ويعلق الحربي قائلاً: "في الصورة الأولى كانت نظرة ميشيل تختصر الكثير من العبارات التي تود أن تقولها لزوجها مثل: (استحي على وجهك يا مراهق، نحن في عزاء والناس حزينة وأنت تتميلح وتتغنج مع هذه الشقراء التي لا تعرف هل هي رئيسة أم مضيفة طيران؟ لكن بسيطة.. الوعد واشنطن) وفي الصورة كانت ابتسامة أوباما الباردة ونظرته المتحسرة تختصر قوله: (حسبي الله عليك من امرأة.. هل كان من الضروري إحراجنا أمام قادة العالم؟. ما ذنب هذه الزبدة الدنماركية كي تكبسي على نفسها أمام الناس؟ متى تتوقفين عن هذه الشكوك الغبية ألا يوجد شيء اسمه زميلة عمل؟)".
ويضيف الكاتب: "حاول بعض المصورين رصد ردود فعل السيدة الأولى بعد عودتها إلى واشنطن مع زوجها، لم يستطع المصورون العثور على شيء يستحق الذكر باستثناء القول إنها (لم تكن راضية)، ولكن من المؤكد أن ليلة أوباما الأفريقية سيكون لها أثرها في البيت الأبيض، خصوصا أن تاريخ الرؤساء الديمقراطيين مع الغزل مشهود معلوم، فإذا كان أوباما قد التقط صور (سيلفي) مع رئيسة وزراء الدنمارك أثناء جنازة مانديلا، فإن سلفه كلينتون كان يقوم بأفعال غير لائقة مع مونيكا أثناء حديثه عبر الهاتف مع وزير دفاعه بخصوص العراق".
ويؤكد الحربي أن "المرأة تستطيع أن تخفي غضبها وحزنها وفرحها وحقدها وطموحها، لكنها لا تستطيع أن تخفي غيرتها، هذا هو الشعور الوحيد الذي يتمرد على كل أقنعتها المراوغة، أما الرجل فإنه مهما ارتدى من الأقنعة أمام الناس، فإنها تسقط فورا حين (تكبس عليه المدام)، فلا يبقى له سوى وجه شمعي بملامح لا معنى لها مثل وجه أوباما بعد أن جلست السيدة الأولى بينه وبين رئيسة وزراء الدنمارك"!
وينهي الحربي قائلاً: "في وداع الرجل الكبير حدثت الألاعيب الصغيرة، يبدو أن العالم لم يعد بحاجة إلى الزعماء الكبار الذين يعيدون كتابة التاريخ قدر حاجته إلى زعماء (سيلفي)"!.