حضور الجنائز والتأبين للشخصيات الكبيرة والمؤثرة، له تقاليده ووقاره، منها حفل تأبين نليسون مانديلا، الذي حضره عشرات الآلاف، وشكَّل تجمعًا لا سابق له لكبار قادة العالم، إلا أن الرئيس الأمريكي خطف الأضواء هناك لسببين: الأول عندما خطب مرتجلًا، ووصف مانديلا بأنه أحد عمالقة التاريخ، وانتقد القادة الذين يقولون إنهم متضامنون مع معركة مانديلا من أجل الحرية، لكنهم لا يتقبلون أية معارضة من قبل شعوبهم، وصفق له الجمهور كثيرًا، والثاني عندما استمر يتباسط بالضحك مع رئيسة الوزراء الدنماركية، التي جلست بجواره. المرأة هي المرأة، فقد رصدت كاميرات الإعلام تلك السعادة والانشراح التي بدت على الرئيس أوباما وهو يجلس بجوار رئيسة وزراء الدنمارك الحسناء هيلي شميت، وكانت على يساره السيدة الأولى زوجته ميشيل، التي بدت متجهمة وتشعر بضيق واضح على ملامحها وهي تتابع ابتسامات زوجها مع جارته، بالرغم من وجودهم جميعًا والآلاف غيرهم في حفل التأبين، وسجلت الكاميرات لقطات اهتمام أوباما بالحسناء هيلي وتباسطه معها وأخذ صور لهما بجوالها وسط نظرات ميشيل غير المريحة، وامتعاض ورفض الانضمام للصور التذكارية. سعادة هيلي ثورنينج شميت، ليس غريبًا عن الدنمارك، التي انتزعت الفوز بلقب (أسعد مكان في العالم) استنادا إلى معايير الصحة والرعاية الاجتماعية والتعليم، كما صُنّفت عام 2013 في المرتبة الأولى كأكثر البلدان سلمًا وأقلها فسادًا في العالم يليها نيوزلندا، إذن يحق لمن يرأس وزراء دولة لها أجواء مثالية مثل الدنمارك أن يستمر في الضحك حتى في حفلات التأبين. ميشيل التي لم تستطع أن تكظم غيظها، صوّرت لها الكاميرات لقطات نادرة، بعيدًا عن البروتوكولات، وهي تأمر زوجها باستبدال مقعدها بمقعده، فظهرت في آخر الحفل تجلس بين الرئيس وبين الدنماركية الشقراء، لعلها تُخفِّف من سحرها عليه. بقية للحوار: بعيدًا عن أوباما، ورئيسة وزراء الدنمارك الشقراء التي جلست بجواره، كان الجو العام في حفل تأبين نيلسون مانديلا، تسوده أجواء الاحتفال، شرحها رئيس الوزراء البريطاني بقوله: اقترحوا علينا ارتداء ربطة عنق سوداء، لكن عندما سمعنا الهتافات، أدركنا أن أجواء الاحتفال السائدة تقول إن أهل جنوب إفريقيا يريدون وداع هذا الرجل العظيم، بطريق الاحتفال بحياته وإرثه.