وقّعت وزارة الصحة والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، اليوم، مذكرة تعاون لتعزيز جهود الجهازين في خدمة المجتمع وتحقيق التكامل المترجم لتطلعات وتوجيها ولاة الأمر، ونشر وترسيخ أهداف الطرفين في ضوء تعليمات الشريعة السمحة. ووقَّع الاتفاقية وزير الصحة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة والرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، في مقر وزارة الصحة بالرياض بحضور عدد من قيادات وزارة الصحة ورئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وتتمحور بنود الاتفاقية حول تحديد الفعاليات التي تخدم المجتمع ونشر مبادئ الاعتدال والوسطية وتعزيز القيم والأخلاق وحظر بعض الظواهر والسلوكيات، إضافة إلى تصميم وتطوير البرامج التدريبية وعقد ورش العمل التي تخدم أهداف كلا الجهتين، وبما لا يتعارض مع الأنظمة والتعليمات الخاصة بهما.
وثمّن وزير الصحة مبادرة الشيخ الدكتور "آل الشيخ"، الخاصة بفتح آفاق التعاون بين الوزارة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال: "التعاون قائم منذ زمن بعيد، والاتفاقية تؤكد سعي الجهازين إلى الاستفادة من قدرات الطرفين بما يخدم الصالح العام ضمن توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني".
وأضاف وزير الصحة، أمام نخبة من قيادات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: "المملكة تشهد حراكاً صحياً كبيراً ونهضة صحية شملت المناطق والمحافظات خلال السنوات القليلة الماضية".
وأردف: "عدد منتسبي وزارة الصحة بلغ أكثر من 200 ألف من الجنسين، كما تبنت الوزارة استراتيجية مدروسة شخَّصت بها احتياجات المواطنين من الخدمات الصحية وذلك على مدى السنوات العشر المقبلة، وحرصت على تطوير النظم الصحية للخروج بالمشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة، الذي باركه خادم الحرمين الشريفين مع التأكيد على صحة وتلبية احتياج المواطن أولاً".
وتابع "الربيعة": "الوزارة تبني حالياً 140 مستشفى وخمس مدن طبية لتغطي كل المناطق، وراعت الكثافة السكانية والبعد الجغرافي والإحصائيات الرسمية في بناء تلك المشروعات".
وقال: "خادم الحرمين تبنى النهج الجديد في بناء المدن الطبية بحيث لا تكون المستشفيات المرجعية متركزة في العاصمة والمدن الرئيسة، ومن أجل هذا يجري العمل الآن على بناء مدينة طبية في الجنوب وأخرى بالشمال، ثم سيتم قريباً تشييد مدينة طبية ضخمة لتلبية حاجة المواطنين بالمنطقة الغربية وهي مدينة طبية تقع بين مكةالمكرمةوجدة، عند منطقة "الشميسي" وستقدر مساحتها بنحو 5.3 مليون متر مربع، وستكون واحدة من أكبر المدن الطبية، إضافة إلى مدينة طبية مماثلة في المنطقة الشرقية ستتم ترسيتها قريباً".
وقال "الربيعة ": "الوزارة تبني أكثر من 1500 مركز صحي للرعاية الصحية الأولية في مناطق المملكة، ولديها نحو أكثر من 75 منشأة صحية معتمدة من هيئات دولية ووطنية".
من ناحيته، قال "آل الشيخ": "وزارة الصحة تمارس دوراً كبيراً في المحافظة على سلامة وصحة المواطنين، وهذه الاتفاقية ستعزز الأدوار التكاملية بين الجانبين وستكون لها نتائج مهمة على مستوى أداء الواجب وخدمة الوطن والمواطن، وهي عبارة عن فرصة كبيرة لتبادل المنتج العلمي والمعرفي بين الجهازين وخاصة في ما يتعلق بالبحوث والدراسات".
وأضاف: "الاتفاقية تدور حول مجالات خدمة المجتمع وتركز على إتاحة الفرصة الكافية لتقديم ما يتمتع به الجهازان من فعاليات لتعزيز ثقافة الحوار مع المجتمع وإيضاح رسالتهما ومهامهما".
وأردف "آل الشيخ ": "نشير إلى الخطوات التطويرية التي يشهدها جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال تقديم الدورات الشرعية والدورات المرتبطة بالعمل الإداري للمنتسبين".
وتابع: "قررنا إنشاء إدارات جديدة متخصصة تركز على حقوق الإنسان ومكافحة الابتزاز ومكافحة السحر والشعوذة، إضافة إلى وحدات لمكافحة الخمور والجرائم الإلكترونية".
وشدد "آل الشيخ" على ضرورة التوعية بأضرار الخمور مثل فقدان للبصر وتلف للكبد وغيرها، وقال: "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضبطت ما يزيد على 700 مصنع للخمر في غضون عام وبضعة أشهر، وذلك في الشعاب والأودية".