نقلت مصادر مطلعة لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي رفض التوقيع على المبادرة الخليجية، متعللاً بأنه كان مخولاً بالتوقيع على المبادرة فقط أثناء غياب الرئيس خارج البلاد. وقالت "بي بي سي" إن هذا الموقف يتناقض مع تأكيد الرئيس صالح في أول خطاب له عقب عودته من رحلته العلاجية من الرياض، بأن نائبه مخول في كل الظروف بالتوقيع على المبادرة الخليجية حتى بعد رجوعه إلى البلاد. كان أحمد الصوفي السكرتير الصحفي للرئيس صالح قال في تصريحات صحفية له قبل ساعات، إن نائب الرئيس هادي أقسم بالله إنه لن يوقع على المبادرة الخليجية. جاء ذلك بعد أن أعلن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، أن الحكومة والمعارضة وافقتا على اتفاق يقضي بتنحي صالح وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وأوضح بن عمر في تصريحات للصحفيين بمقر إقامته بصنعاء أن الترتيبات النهائية للتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية مستمرة. وقال المتحدث باسم المعارضة محمد قحطان لوكالة فرانس برس، إن مسؤولين في الحزب الحاكم أبلغوا المعارضة بأن صالح "سيوقع". وأوضح أن الآلية التنفيذية "خارطة طريق مفصلة جداً حول تنظيم وإدارة المرحلة الانتقالية"، دون أن يكشف عن مدة أو ملامح هذه المرحلة الانتقالية. وتنص المبادرة الخليجية التي طرحتها دول مجلس التعاون الخليجي وانسحبت منها قطر، على انتقال السلطة من الرئيس إلى نائبه، وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإدارة مرحلة انتقالية يتم خلالها الحوار من أجل حل المشاكل الرئيسة في اليمن. وتمنح المبادرة الرئيس اليمني حصانة من الملاحقة القانونية، الأمر الذي يرفضه المحتجون الذين ينظمون اعتصامات وتظاهرات مناهضة للنظام منذ مطلع السنة. وكانت مصادر سياسية كشفت أن المفاوضات تعثرت بسبب رغبة الرئيس اليمني في تسيلم سلطاته إلى نائبه مع البقاء رئيساً ولو شرفياً إلى حين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. كما كان صالح يتحفظ على إعادة هيكلة جذرية للقوات المسلحة التي يتولى أقاربه فيها مناصب حساسة.