نجح مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض في إلحاق أكثر من ألفي نزيل ونزيلة خلال العام الماضي بحلقات تحفيظ القرآن، التي نظَّمها المجمع بالتعاون مع جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الدرعية ومؤسسة السبيعي الخيرية. وبلغ عدد الحلقات 17 حلقة موزَّعة بين المجمع بأقسامه النفسية، وأقسام الإدمان، والأقسام النسائية، ومنزل منتصف الطريق، ودار الإخاء الاجتماعي، لتدريس كتاب الله ومساعدتهم على حفظه.
وأكد مساعد المدير التنفيذي للخدمات المجتمعية والتوعية بالمجمع عبشان بن محمد العبشان، اليوم الاثنين، أنه في إطار الاهتمام بكتاب الله والعناية به؛ حفظاً، وتلاوةً، وتدبراً، سعى المختصون في المجمع إلى تعميق هذا المفهوم لدى النزلاء المستفيدين من خدماته العلاجية والتأهيلية.
وأوضح أن المجمع عقد حلقات التحفيظ، التي تزيد عاماً تلو الآخر، لما في ذلك من أثر على السلوك، وتعميق حب كتاب الله، وقد روعي في هذه الحلقات شمولها للنزلاء داخل المجمع وخارجه.
من جانبه، ذكر المشرف على الحلقات حمد الفضلي أنها كانت مثمرة، ومن ثمراتها أن هناك من النزلاء من لم يكن يحفظ سورة "الفاتحة"، والتي تعد ركناً أساسياً من أركان الصلاة، وساعدته الحلقات على حفظها وإجادتها.
وتابع أن الحلقات كشفت عدداً من الحفاظ لكتاب الله منهم من يحفظ ثمانية أجزاء، وساهمت الحلقات، بعد توفيق الله، في عودتهم لكتاب الله والاستمرار في حفظه بعد أن منعتهم المخدرات من ذلك.
واعتبر عدد من المختصين في مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض أن هذه الحلقات تُعتبر داعماً رئيساً للبرامج العلاجية، والتأهيلية المقدمة للمرضى.
وقال استشاري الطب النفسي، رئيس الفريق المعالج بأقسام الإدمان، مصطفى شديد إن برنامج تحفيظ القرآن الكريم، وتحسين تلاوته له أثر إيجابي بالغ على تعزيز الجوانب الروحية والإيمانية لمرضى أقسام الإدمان.
وذكرت أخصائية الطب النفسي في الأقسام النسائية إخلاص آدم أن حلقات التحفيظ جيدة ومفيدة للمريضات، وتنمي الناحية الدينية، وهذا يظهر أكثر مع مريضات الحالات العصابية، فتجد فيها مريضة الاكتئاب ما يريحها ويطمئنها.
وعبَّر عدد من النزلاء المستفيدين من الحلقات عن مشاعرهم تجاه هذه الحلقات؛ فيقول "م. س"، الذي رفض ذكر اسمه، إن: "مما يزيد في تعافيَّ وغيَّر مشكلاتي الأسرية هذه الحلقات الطيبة فأشكر القائمين عليها".