رعى رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار مؤسس ورئيس مؤسسة التراث الخيرية رئيس اللجنة العليا لجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، حفل توزيع جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني للطلاب بدول مجلس التعاون الخليجي، في الدورة الخامسة للسنة الأولى 1435ه / 2013م، الذي أقيم بجامعة طيبة بالمدينةالمنورة، أمس. ورفع الأمير سلطان بن سلمان الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ولسمو ولي عهده الأمين، اللذين جعلا الحفاظ على التراث قضية وطنية تستحق أن تتوجه لها الجهود، حتى تصل إلى غاياتها.
وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن ما يتحقق من نجاح ملموس يحفز للمضي في هذا الطريق، قناعة بأن هذا التراث بما يبرزه من عناصر هويتنا، وبما فيه من إمكانات الاستمرار، جدير بأن يبقى جزءاً أصيلاً من حياتنا المعاصرة، بل المستقبلية أيضاً.
وأعرب في كلمة بهذه المناسبة عن اعتزاز مؤسسة التراث الخيرية، بإقامة حفل توزيع الجائزة هذا العام في المدينةالمنورة، وهي التي شرفها الله بنصرة دينه، وباحتضان مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقال الأمير سلطان بن سلمان: "نعتز بأن تحتضن منطقة المدينةالمنورة، وهي تحتفل باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية، هذه المناسبة، وأن يتزامن ذلك مع ملتقى التراث العمراني الوطني الثالث، الذي يشهد كثيراً من الفعاليات والأنشطة المتعلقة بقضايا التراث العمراني، بمشاركة واسعة - بإذن الله - من المجتمع المحلي في كل من المدينةالمنورة وينبع والعلا".
وأضاف: "نقدر لأمير منطقة المدينةالمنورة الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، رعايته الكريمة للملتقى ولحفل توزيع جوائز هذه الدورة، ونشكر لكل الذين يتعاونون في دعم جهود الحفاظ على التراث العمراني، ونجدد العهد معهم بأننا ماضون معاً لبلوغ الغايات بأقصى قدر من النجاح بإذن الله".
وأوضح رئيس اللجنة العليا للجائزة أن المشروعات المشاركة في جائزة الطلاب في هذه الدورة تبرز أن هناك توجهاً واضحاً من الطلاب للاهتمام بتراثهم، وإدراكهم ما يمنحهم إياه هذا التراث من تميز حين استيعابه بوعي في أعمالهم، معبراً عن فخره بأن يكون للمرأة حضورها البارز في هذا المجال، وحصولها على معظم جوائز هذه الدورة.
وأشاد الأمير سلطان بن سلمان بدور الجامعات في تأصيل تعليم التراث والاهتمام به، وقدم شكره لجامعة طيبة لاحتضانها فعاليات توزيع الجائزة في هذه الدورة.
وقال: "لا بد من أن نسجل كل التقدير لوزارة التعليم العالي ولوزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، ونائبه الدكتور أحمد السيف، وزملائه، والجامعات، خاصة جامعة المدينةالمنورة التي تحتضن اليوم هذه الجائزة".
وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن أماكن التراث كتب مفتوحة للمواطنين لزيارتها واستلهام التاريخ من خلالها، مبيناً أنه لم يهدم أي مبنى تراثي خلال الثلاث السنوات الماضية، مشيداً بحرص المواطنين بالمحافظة على تراثهم، وقال: إننا نتلقى العديد من طلبات المواطنين للإسهام في ترميم مبانيهم التراثية والإسهام في حمايتها.
وقد كرمت أمانة الجائزة أمير منطقة المدينةالمنورة لرعايته الكريمة للجائزة، كما كرمت اللجنة العليا للجائزة، وجامعة طيبة، وكلية الهندسة بها، ولجنة التحكيم، والمشرفين على المشروعات، ورعاة الجائزة هذا العام، وهم: سوليدير عن فئة الرعاية الماسية، والمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق عن فئة الرعاية الذهبية، ومجموعة الميمني القابضة، وزهير فايز وشركاؤه عن فئة الداعمين.
وتمثلت المشروعات الفائزة بجوائز الطلاب في مشروع الحفاظ على قرية نطاع للطالب مشاري منسي البقمي بكلية العمارة والتخطيط من جامعة الدمام، الذي فاز بالجائزة الأولى في فرع مشروع الحفاظ على التراث العمراني، وفاز بالجائزة الثانية مشروع إدارة وإعادة تأهيل وتطوير وادي العقيق المبارك بالمدينةالمنورة للطالب أنور أحمد العقبي بكلية تصاميم البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز.
وفي فرع مشروع التراث العمراني فاز بالجائزة الأولى "مناصفة" مشروع مركز الحرف التراثية التقليدية للمنطقة الشرقية للطالبة نوف عادل البراك من كلية التصاميم بجامعة الدمام، ومشروع مركز الحرف التقليدية في عسير للطالبة نورس محمد آل غانم من كلية التصاميم بجامعة الدمام.
وفاز بالجائزة الثانية "مناصفة" كل من مشروع المتحف القومي للآثار في جزيرة تاروت للطالبات أمل عبدالوهاب آل مالح، ونوريهان خالد دراز، وهيفاء أحمد العريفي من كلية التصاميم بجامعة الدمام، ومشروع المتحف القومي للآثار في شبه الجزيرة العربية بجزيرة تاروت للطالبات رنيم سليم السليم، وسمة عبدالرؤوف العبدالجبار، وشهد خالد الشعيبي، ونجلاء محمد البوعينين من كلية التصاميم بجامعة الدمام.. في حين فاز بالجائزة الثالثة "مناصفة" كل من مشروع سكن الطلبة وأعضاء هيئة التدريس للطالبة ياسمين عبدالفتاح سليمان من كلية العمارة بجامعة عفت، ومشروع مركز للحرف التقليدية في تبوك للطالبة زهراء مهدي البحارنة من كلية التصاميم بجامعة الدمام.
وفي فرع بحوث التراث العمراني فاز بالجائزة الأولى "مناصفة" بحث "تأثير سياسات المحافظة على المواقع التاريخية في المملكة العربية السعودية"، للباحثة نوف بنت محمد بن فهد بن عبدالعزيز من كلية العمارة والتخطيط بجامعة الدمام، وبحث "العمائر العثمانية الباقية في المدينةالمنورة" للباحثة علياء محمود بدر الدين من كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود.
وقدم الأمين العام لمؤسسة التراث الخيرية والأمين العام للجائزة الدكتور أسامة بن محمد نور الجوهري، شكره لرئيس اللجنة العليا للجائزة، ولأمير منطقة المدينةالمنورة لرعايتهما الحفل الجائزة، ولمدير جامعة طيبة لاحتضان الجامعة للحفل، وللرعاة الذين قدموا مشكورين الدعم اللازم، وهنأ الطلاب ومشرفيهم على فوز مشروعاتهم بجوائز هذا العام.
وأكد "الجوهري" أن الجائزة تسير بخطوات ثابتة في توجهها لحفز العاملين في مجال الحفاظ على التراث العمراني، مشدداً على أن دعم القيادة الرشيدة - حفظها الله - أكبر دافع لتحقيق الأهداف المرسومة ليظل تراثنا نابضاً بالحياة، بتناغم وانسجام مع مقتضيات التطور، والعيش في قلب العصر برسوخ وثبات.