بعد أن توفيت والدتها قبل سنوات، ثم والدها قبل سنتين وتخلى عنها أقرباؤها عاشت فتاة ثلاثينية معاقة، متنقلة من مسكن إلى مسكن بصحبة خادمتها الوفية كما تقول، وهي تواجه صعوبة الحياة بإعاقتها وعجزها ووحدتها، حتى استقر بها الحال الآن في شقة، بجانب جيران اهتموا بها، ورأفوا بحالها وقدموا لها بعضاً من الاهتمام والمساعدة. وتعتمد الفتاة في تدبير أمورها على 800 ريال، تقدمها لها الشؤون الاجتماعية، بالإضافة إلى تبرعات جيرانها والمحسنين.
اتصلت ب"سبق" ونقلت معاناتها ومناشدتها لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بأن يتكفل لها بسكن يسترها عن العوز والحاجة.
وحكت الفتاة المعاقة، اليتيمة (التي تحتفظ سبق بمعلوماتها) بعد أن رفضت أن يذكر اسمها ومكانها للناس، ودموعها تسابق حديثها حيث قالت: "أنا فتاة يتيمة أصبت بشلل الأطفال في القدمين، ولا أستطيع الآن المشي، وحدث هذا وأنا عمري ثلاث سنوات، واهتم والدي ووالدتي بأموري، وبمراجعة المستشفيات لعلاجي، ولكن حالتي لم تتحسن".
ثم قالت بصوت يملؤه الحزن: "لم أكن أتوقع أني في يوم ما سأفقد أمي ثم أبي، لكن هذا حصل قبل سنتين، لأعيش وحيدة مع الخادمة حضرت بكفالة والدي قبل وفاته، عندها تخلى عني جميع أقربائي".
وأضافت: "بعد أن بقيت بلا أب ولا أم ولا أخ ولا مسكن، سكنت في أكثر من مكان وتنقلت خلال السنتين الماضيتين، حتى استقر بي الحال في أحد الأحياء، والذي وجدت فيه اهتمام الجيران والمحسنين، والذين يتقدمهم إمام مسجد الحي، وأصبحوا يساعدوني في إيجار الشقة التي أعيش فيها، وهي عبارة عن "ملحق" في أحد أسطح المباني، علماً أني أتقاضى من الشؤون الاجتماعية مبلغ 800 ريال شهرياً، وهو الذي أقضي به حوائجي، وأسدد راتب الخادمة منه".
وعادت للحديث عن حالتها الصحية بقولها: "أراجع الآن مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، وأجد صعوبة ومعاناة كبيرة في الذهاب إلى هناك، بعد أن تخلى عني أقربائي في كل شيء أحتاجه".
وتحدثت عن خادمتها بأنها الوفية ورفيقة دربها في وحدتها ومعاناتها بقولها: "الخادمة التي رافقتني بعد وفاة والدي، أجد منها كل الحنان الذي فقدته، وكانت وفية معي للغاية، حيث تبرعت لي في أكثر من مرة برواتبها، كلما تجدني في ضائقة مالية وعند حلول الإيجار أحيان، ولن أنسى ما تقدمه لي رغم حاجتها هي الأخرى وغربتها".
وقالت في نهاية حديثها: "أناشد عبر "سبق" خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بأن يوفر لي مسكناً يضمني ويسترني، ويغنيني عن السؤال، فأملي بالله كبير، ورجائي عظيم، ولن يخيب، وأنا ابنة هذا الوطن المعطاء".