كان مساء اليوم مساءً غير اعتيادي لكل فلكيي العالم، فالجميع توجه للبث المباشر من وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) والقمر الصناعي (SOHO)؛ لرصد تطورات اقتراب مذنب أيسون من الشمس لحظة بلحظة، حيث لوحظ أن ذيل المذنب زاد خلال الساعات الأخيرة إلى ما يزيد عن 7 مليون كلم؛ نتيجة تعرضه للذوبان الشديد تحت حرارة طبقة الكرونا وتحت وطأة الرياح الشمسية. وقال الباحث الفلكي، عضو سديم الحجاز الفلكي، ملهم بن محمد هندي: "استطاع المذنب الوصول لنقطة الحضيض من الشمس بمسافة 1.2 مليون كلم، ولكن قبل أن يستطيع أن يخرج من هذه النقطة الحرجة سبقه انفجار شمسي هائل أدى لتبخره في لحظات معدودة، لتنهي مسيرة هذا المذنب التي استمرت مئات آلاف السنين وهو يتقدم نحو الشمس من سحابة أورت، وترجح الأرصاد الأولية- لم يتم التأكد منها بعد- نجاة جزيء صغير من نواة المذنب وهي تسبح مبتعدة عن الشمس".
وأكد أن مذنب أيسون وصل لمسافة 20 صباح الأمس، وتعرض في البداية لانفجار شمسي نجم عنه أضرار طفيفة على مستوى طبقاته الخارجية، وتابع تقدمه نحو الشمس حتى وصلت سرعته في المراحل النهائية إلى 1.5 مليون كلم في الساعة.
ويُعَدّ حدث اقتراب أيسون من الشمس حدثاً تاريخياً؛ لكون كتلة أيسون غير مسبوقة في المذنبات التصادمية مع الشمس، وكان رغم توقع انفجاره وذوبانه، إلا أن كانت هناك آمال ضئيلة بنجاته.