كان الفلكيون فجر أمس على موعد مع رصد اقتراب مذنب أيسون من الشمس، عندما دخل مجال رؤية القمر الصناعي "SOHO" الخاص برصد الشمس وتصويرها لحظة بلحظة. وتغطي كاميرات "SOHO " دائرة قطرها 50 مليون كلم في منتصفها الشمس، وعمل للشمس كسوف صناعي لدراسة تأثير الانفجارات الشمسية ودراسة مستفيضة لطبقات الشمس الخارجية. وأوضح الباحث الفلكي بجامعة الملك عبدالعزيز ملهم محمد هندي أن لحظة ظهور مذنب أيسون في أول صورة وصلت الساعة 4:41 فجر أمس بتوقيت مكة، وتزامن ذلك مع انفجار هائل في الشمس مواجه للمذنب مخضعاً المذنب لأول اختبار صمود للبقاء أمام تأثير هذا الانفجار الذي إن لم يدمره سيعمل على تبخير جزء كبير من طبقاته الخارجية. ويتابع الفلكيون حول العالم بترقب الساعات المقبلة عند وصول أول موجات الانفجار الشمسي للمذنب. وكان المذنب يبعد أمس قرابة 20 مليون كلم عن الشمس وسرعته تقارب نصف مليون كلم كل ساعة، وهي تزداد كلما اقترب من نقطة الحضيض مع الشمس. ويصل المذنب إلى مسافة تقارب 1.5 مليون كلم عن الشمس مساء اليوم، وهي في حدود طبقة الشمس الخارجية "الكرونا"، وهي طبقة تصل الحرارة فيها إلى مليوني درجة مئوية، مما يرجح بنسبة كبيرة أن تدمر هذه الحرارة المذنب. ويتوقع العلماء أن نجاة المذنب ممكنة، ولكن ستحول الحرارة شكل المذنب وربما تجرده من كثير من مكوناته الأساسية. وليس لمذنب أيسون أي خطر على الأرض، لأن مساره بعيد جدا عن مسار الأرض، حتى إن مخلفات هذا المذنب لن تحدِث شهبا عندما تمر الأرض في أقرب مسافة لمدار المذنب.