في أولى أهم الظواهر الفلكية للعام الهجري الجديد، يدخل مُذنَّب "أيسون" باب إمكانية الرؤية من نجم السماك الأعزل فجر الاثنين القادم، خلال لحظة اقترانه وتجاوره مع نجم السماك الأعزل، بمسافة لا تزيد على نصف درجة قوسية، حيث تكون إضاءة المذنَّب أقل من إضاءة كوكب المريخ بثلاث مرات تقريباً، ويزداد هذا اللمعان كل يوم حتى يصل في أفضل حالات الرصد لإضاءة توازي إضاءة مجموعة الثريا وذلك بين 17 إلى 22 محرم. وأوضح الباحث الفلكي عضو سديم الحجاز، ملهم محمد هندي، أن أقصى إضاءة يصل لها المذنَّب تقارب إضاءة الزهرة، إلا أنه يكون قريباً جداً من الشمس، ويصعب رصده إلا بالأشعة تحت الحمراء، ولا صحة لما يُشاع عن أنه سيكون لمعانه مثل البدر في ليلة 14، فبعض الهواة ترجموا مقالاً يُبيِّن أنه سيكون بمثل البدر يوم 28 نوفمبر، عندما يكون أقرب ما يكون للشمس، ولكن كان المقال يقصد لو رصدناه من سطح الشمس ستبدو إضاءته مثل القمر وليس رصده من الأرض، ورغم ذلك يبقى "أيسون" من أهم وألمع المذنَّبات منذ قرن مضى.
وقال "هندي": المذنَّب "أيسون" احتمال كبير في تفجره بسبب وصوله لحدود طبقة الكورونا بمسافة 1.8 مليون كلم عن الشمس، وهي طبقة محيرة للعلماء تصل الحرارة فيها إلى 2 مليون درجة مئوية، لذلك فتهديد حياة "أيسون" كبير جداً في اندثاره رغم احتمالية نجاته ولكن قد تنجو نواته فقط مع تميع في شكلها وتتبخر جميع طبقاته في الفضاء.
ويمكن رصد "أيسون" في الأفق الشرقي لحظة أذان الفجر باستخدام منظار صغير ويرى بالعين من بعد 17 محرم بشرط أن يكون في منطقة مظلمة وصفاء الجو، وخلال الأيام الماضية وخلال اقتراب "أيسون" السريع من الشمس تفجَّر وزاد لمعانه بشكل غير متوقع قد يرفع ذلك من إمكانية رؤيته بالعين بشكل أسهل، ويقترب "أيسون" كل يوم عن الأفق الشرقي بمقدار درجتين ونصف تقريباً وتقدر سرعته الحالية ب200 ألف كلم في الساعة.
وبدأ ذيل "أيسون" بالانقسام منذ أسبوع إلى جزئين، جزء ينشأ نتيجة تحرك المذنَّب بسرعة كبيرة فيخلف مخلفاته على مداره، والثاني نتيجة اشتدت الرياح الشمسية، فتتطاير معها ما أذيب من ذرات وغبار ويكون في اتجاه معاكس للشمس دوماً.
وأكد أن مذنَّب "أيسون" يُعتبر حديث الاكتشاف حيث تم قبيل العام تقريباً، وهو مذنَّب غير دوري أي أننا لن نراه في حياتنا مرة أخرى، وما زال العلماء ينتظرون نتائج زيارته للشمس وتأثيرها عليه لاستنتاج مدة دورته ومتى سيُتوقع زيارته للأرض مرة أخرى.
وأشيع أن "أيسون" له آثار مدمرة على الأرض وهذه الأخبار غير صحيحة بإذن الله، وهذا ما نفاه العلماء حتى إن مرور الأرض بالقرب من مخلفاته في 13- 15 ربيع أول لن تتأثر بالشهب؛ بسبب قلة كثافة المخلفات على مداره القريب من مدار الأرض، وأقرب مسافة يصلها "أيسون" عن الأرض ستكون في 24 صفر بمسافة تقدر ب64 مليون كلم.