"عائلة تونسية بسيطة مسلمة تعيش في جنوبفرنسا هزتني وغيرت مسار حياتي، وعلمتني هذا الدين وغيرت سلوكي وجعلتني أعيش في سعادة تامة بعد اعتناقي الإسلام". بهذه الكلمات عبّر "سوني بيل ويليامز" الذي يعد واحداً من أعظم لاعبي رياضة الرجبي على مدى تاريخها في العالم عن قصة إسلامه والتغيير في حياته, واكتفائه بالحد الأدنى من أرباحه المالية، والباقي ينفقه على أعمال الخير وجمعيات اليتامى وفاقدي السند، بعد أن اشترى سكنين فخمين لكل من والده ووالدته المطلقين.
ورغم ارتباط ويليامز بنادي طولون إلا أنه رفض التمديد لفريقها بمبلغ خمسة ملايين دولار، فقط لأنه أراد العودة إلى ناد مغمور في نيوزيلندا حتى يمكنه العودة إلى منتخب بلاده، وكانت تلك مهمة أخرى نجح في تحقيقها.
ويقول "سوني بيل ويليامز":أفضل أصدقائي كان زميلي في المنتخب وأيضاً الملاكم أنطوني موندين، وهو مسلم. لم أكن أنتبه كثيراً لسلوكه الذي جعله ينجح في كل قرار يتخذه. كان ذلك أمراً مثيراً بالنسبة إلي. لكنني أدين بحياتي الحالية والاطمئنان الذي يميز سلوكي وحالة السعادة الذاتية إلى هذه العائلة التونسية.
وطبقاً لموقع (CNN) بالعربية لا يعدّ سوني بيل ويليامز واحداً من أعظم لاعبي رياضة الرجبي على مدى تاريخها فقط، ولكنه أيضاً واحد من أكثر الشخصيات الرياضية المثيرة للجدل، فهو خليط من اندفاع مايك تايسون وجنون دييجو مارادونا، وأيضاً النزوع للخير الذي يبديه نجوم آخرون ليس آخرهم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وأيضاً المالي كانوتيه.
ويبلغ ويليامز من العمر 28 عاماً، وهو عملاق لا يقل طوله عن ستة أقدام وأربعة إنشات، ولا يقل وزنه عن 108 كيلوجرامات، تغطيه أوشام ورسوم حرص على أن تكون بمنتهى الجمال، وأضاف إليها مؤخراً رسماً بالكتابة العربية خلف ظهره.
هذا الأسبوع، عاد اللاعب إلى الواجهة عندما وجّه له مدرب منتخب الكيوي، نيوزيلندا، دعوة متأخرة للعودة إلى صفوف المنتخب لخوض نهائي كأس الرابطة العالمية ضدّ الجار الأسترالي. لكن قبل ذلك كانت حياة اللاعب عاصفة على الصعيدين الرياضي والروحي. فقد نجح في وضع نفسه على صدارة نجوم هذه الرياضة عندما قاد منتخب بلاده إلى إحراز بطولة اتحاد كأس العالم، وفي حال فاز هذا الأسبوع ببطولة رابطة كأس العالم فسيصبح اللاعب الوحيد في العالم الذي يجمع اللقبين.
واحترف اللاعب قبل سنوات في أستراليا في ناد عُرف لاعبوه بالشدة ومعاقرة الملذات، لكن خلافاً حول الضرائب دفعه إلى الفرار إلى فرنسا حيث انضم إلى نادي طولون. هناك صنع ربيعه قبل أن يقرر العودة إلى نيوزيلندا على أمل العودة إلى منتخب بلاده، وهو ما تحقق له وسط عاصفة من الجدل.
والأكثر إثارة أنّه يمارس رياضة أخرى هي الملاكمة، حيث نجح في الحصول في فبراير الماضي على بطولة العالم لحساب الجمعية العالمية للملاكمة على حساب الجنوب إفريقي فرانسوا بوثا، وهو النزال المحترف السادس في مسيرته.
والآن يصر اللاعب على أن يكتفي بالحد الأدنى من أرباحه المالية، أما الباقي فينفقه على أعمال الخير وجمعيات اليتامى وفاقدي السند بعد أن اشترى سكنين فخمين لكل من والده ووالدته المطلقين. وقال: الذي دفعني إلى تغيير حياتي اعتناقي للإسلام، وعائلة تونسية بسيطة مسلمة تعيش جنوبفرنسا، عندما كنت محترفاً في طولون.
ويضيف: العائلة تتألف من زوج وزوجة وخمسة أطفال، جميعهم يعيشون في شقة من غرفة نوم واحدة. كانوا يعيشون حياتهم بنفس طريقة النجوم. كرامتهم كانت عالية جداً. لم أر في حياتي مثلهم. كانوا جيراني والوالد يذهب بابنه أحيانا إلى مقر فريق طولون لمشاهدة التدريبات. علاقتهما هزتني. وأصبحوا أصدقائي وزرت منزلهم في رمضان. وجربت معهم الصوم ولم يكن مثلما كنت أعتقد. ما تعلمته من تلك التجربة هو الاكتفاء بالقليل وبساطة الحياة. بساطتها في رؤيتنا لها ومغالبة النفس، ولذلك نجحت في الملاكمة، وعرفت معنى السعادة الحقيقي في حب الآخرين.