فضَّل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) البقاء صامتا عن الخطأين التحكيميين اللذين شهدهما أمس الأحد الدور ثمن النهائي، وألقيا بظلالهما على مونديال 2010. وكان لاعب وسط منتخب إنجلترا فرانج لامبارد سجَّل هدفا صحيحا في مرمى ألمانيا بعد أن أثبتت الإعادة أن كرته اجتازت خط المرمى بنحو نصف متر، لكن الحكم لم يحتسبه صحيحا عندما كانت النتيجة تشير إلى تقدم ألمانيا 2-1، وحُرم المنتخب الإنجليزي من إدراك التعادل قبل دقائق قليلة من انتهاء الشوط الأول. ثم بعد ساعتين تقريبا سجَّل المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز هدفا أول في مرمى المكسيك من تسلل فاضح لم يره حكم التماس. وقد أثار الخطآن موجة من السخط لدى المعلقين والرأي العام، حتى أن مدرب ألمانيا يواكيم لوف اعترف بأن هدف لامبارد كان صحيحا، وكان يتعين على الحكم أن يحتسبه. وحده الاتحاد الدولي لكرة القدم لم ينبس ببنت شفة؛ فالهدف الإنجليزي كان يمكن أن يغير النتيجة النهائية للمباراة، واحتاج جميع المشاهدين لنحو خمس ثوان للتأكد من صحة الهدف، قبل أن تحسم ألمانيا المباراة في مصلحتها 4-1. وقد واجه المتحدث الرسمي باسم (الفيفا) نيكولا مانغو سيلا من الأسئلة حول ما حصل بالأمس والأحداث التي رافقتها، وذلك في المؤتمر الصحفي اليومي الذي يعقده (الفيفا)، لكنه كان دائما يردد على مدى نصف ساعة عبارة واحدة: "لن نتكلم عن الأخطاء التحكيمية، وسبق ل(الفيفا) وهيئة البورد أن أعلنا رأيهما المعارض باللجوء إلى الفيديو". ومن أجل أن يبرر لملايين من عشاق الكرة حول العالم أشياء لا يمكن الدفاع عنها فإن رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر يتحجج ب"عولمة كرة القدم". وغالبا ما يردد بلاتر العامل الإنساني للدفاع عن الحكام، وقال في تصريح شهير:"عشاق كرة القدم يعشقون مناقشة أحداث اللعبة، هذا الأمر موجود في طبيعة هذه اللعبة". وأضاف "مهما كانت التكنولوجيا التي سنلجأ إليها فإن عنصرا بشريا سيتخذ القرار النهائي في النهاية. في الواقع، يحدث في كثير من الأوقات أن تختلف وجهة النظر بين أكثر من خبير حول القرار الذي يجب اتخاذه". ولم يشأ الاتحاد الدولي حتى مناقشة وضع فيديو على خط المرمى، ويقول: "ما الذي سيمنع إدخال التكنولوجيا أيضا في مسائل أخرى متعلقة بكرة القدم؟ فمن الآن وصاعدا يمكن أن يشكَّك في أي قرار يتخذ على أرض الملعب، وهذا الأمر من شأنه جعل اللعب بطيئا وكسر إيقاعه". لكنّ السؤال النهائي هو: أيهما أخطر، وقف المباراة بضع ثوان للتأكد من صحة هدف أم خروج منتخب من كأس العالم بسبب الظلم الذي رآه العالم بأجمعه، لكن الحكم لم يشاهده؟!