ألقى رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض الدكتور عبد الله الحيدري، محاضرة أمس السبت، في دارة العرب (منزل الشيخ حمد الجاسر) بحي "الورود" بمدينة "الرياض"؛ تناولت تاريخ النادي وبرامجه المستقبلية، وعنوانها "أدبي الرياض و40 عاماً: المنجز والمستقبل". أدار المحاضرة الدكتور محمد القسومي رئيس تحرير مجلة "قوافل" الصادرة عن النادي، مستهلاً الفعالية بلمحة عن سيرة المحاضر، ومركزاً على صلته بالنادي التي بدأت قبل أكثر من عشر سنوات عضواً في اللجنة التحضيرية لثلاث دورات من ملتقى النقد الأدبي في السعودية، ثم نائباً لرئيس مجلس الإدارة عام 1432ه، ثم رئيساً للمجلس في صفر من عام 1434ه.
وبدأت المحاضرة بحديثٍ عن مرحلة التأسيس عام 1395ه، مستنداً إلى مجموعة من الوثائق، وإلى محاضر اجتماعات مجلس الإدارة، وأشار إلى أن بعض الكتب التي أرّخت للنادي أخطأت حين ذكرت أن تأسيسه عام 1398ه، والصواب أن سنة التأسيس 1395ه، بمجلس إدارة رأسه الشيخ عبد الله بن خميس.
واستعرض "الحيدري" ملامح كل مجلس من مجالس إدارات النادي السابقة، فأشار إلى أن المجلس الثاني الذي رأسه أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري في المدة من (1398 - 1401 ه) يعد مفصلياً في تاريخ النادي، إذ بدأ النشاط المنبري عام 1398ه، بندوة حول النقد الأدبي، شارك فيها د. أحمد الضبيب، وأحمد قنديل، وعبدالله بن إدريس، ود. منصور الحازمي، وأدارها أبو عبد الرحمن بن عقيل، وأصدر النادي سلسلة كتاب الشهر عام 1399ه، وأول كتاب صدر من مطبوعات النادي هو "الحُصْريان" للدكتور محمد الشويعر.
أما المجلس الثالث الذي رأسه الشيخ عبدالله بن إدريس في المدة من (1401 - 1422ه)، فقد وصفه المحاضر بأنه الأطول في تاريخ النادي، وأشار إلى أبرز المنجزات فيه، ومنها: تواصل النشاط المنبري، وتواصل إصدار الكتب، وإصدار أول مجلة عن النادي، وهي "قوافل" عام 1413ه، وقبلها صدرت نشرة الأدبية عام 1412ه، وانطلاق ورشة الإثنين، وتكريم بعض الشخصيات المهمة في المجتمع، وإقامة احتفال عام 1422ه، بمناسبة مرور ربع قرن على تأسيس النادي.
وانتقل إلى المجلس الرابع الذي رأسه الدكتور محمد الربيّع في المدة (1422 - 1426ه)، معدّداً أبرز المنجزات، ومنها: صدور مجلة "حقول" المحكّمة عام 1425ه، وتأسيس ملتقى النقد الأدبي في السعودية عام 1426ه، وجائزة للدراسات المعنية بالأدب السعودي، وانطلاق شراكة بين النادي ووزارة التربية والتعليم من خلال النادي الطلابي، وتجديد اتفاقية استضافة مبنى النادي مع أمانة منطقة الرياض لمدة 15 عاماً، وتكريم اثنين من رؤساء النادي السابقين، وهما: عبد الله بن إدريس عام 1423ه، وأبو عبدالرحمن ابن عقيل عام 1425ه، وتنفيذ فعاليات خارج مدينة "الرياض": في "شقراء"، و"الخرج"، و"المجمعة".
وتناول المجلس الخامس الذي يعد الأقصر في تاريخ النادي، وهو المجلس الذي رأسه بالتكليف الأستاذ عبد الله الشهيل لمدة خمسة أشهر من رمضان 1426ه وحتى مستهل شهر صفر من عام 1427ه، مشيراً إلى أن "الشهيل" أكمل مسيرة سابقيه باستمرار تنفيذ عديد من البرامج والفعاليات. وانتقل بالحديث إلى المجلس السادس الذي رأسه الدكتور سعد البازعي، في المدة من (14271431ه)، وفيه انتقلت تبعيّة الأندية الأدبية من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة الثقافة والإعلام، واصفاً هذه المرحلة بأنها تميّزت بحراكٍ ملموسٍ من حيث تتابع الفعاليات وتنوعها وعقد شراكات واسعة النطاق مع عديد من الجهات الحكومية والخاصّة، وتوقيع اتفاقية مع المركز الثقافي العربي في بيروت مما حقق نقلة نوعية في الإصدارات شكلاً ومضموناً.
وأشار المحاضر إلى بعض المنجزات، ومنها: تأسيس جائزة كتاب العام، وانطلاق معرض الكتاب الخيري، وصدور سلسلة الإصدار الأول، وكلها عام 1429ه، وتوثيق تاريخ النادي بعدد من الكتب أهمها: "النادي الأدبي بالرياض: المسيرة والتاريخ"، وتعزيز الصلة بالإعلام الجديد.
وتوقف "الحيدري" في سياق التأريخ لمسيرة النادي الأدبي بالرياض خلال 40 سنة عند المجلس السابع الذي رأسه الدكتور عبد الله الوشمي في المدة من (1431 - 1434 ه).
وقال إن "الوشمي" أشرف على مرحلة مهمة في مسيرة النادي، وهي الانتقال من مرحلة التعيين إلى مرحلة الانتخاب، وانتخب بالإجماع رئيساً لمجلس الإدارة في شهر ذي القعدة من عام 1432ه، وتميز عمله بمعونة من مجلس إدارته بحراك لافت، وعمل دؤوب ومنجزات مهمة، وحضور إعلامي قوي.
ومن أهم الأعمال التي نهض بها في النادي: تأسيس بيت الشعر، وأمانة جائزة كتاب العام لأربع دورات، والإشراف على ملتقى النقد الأدبي، وتعزيز الشراكات مع عديد من الجهات الحكومية والخاصّة، وتأسيس أول لجنة ثقافية تابعة للنادي في محافظة "الخرج" عام 1432ه، والكتابة للجهات الرسمية بطلب تخصيص أرض للنادي.
واختتم "الحيدري" ورقته بالحديث عن مستقبل النادي، مشيراً إلى أن همّ إيجاد مقر للنادي راود جميع رؤساء مجالس إدارات النادي المختلفة، وبذل الجميع جهوداً كبيرة خلال السنوات الماضية، وتكللت أخيراً بالنجاح بموافقة أمانة منطقة الرياض عام 1434ه، على تخصيص أرض بمساحة 2520 متراً مربعا في حي "المغرزات" ب "الرياض" على الدائري الشرقي.
وأضاف: يعمل مجلس الإدارة حالياً على التخطيط لمرحلة ما بعد التخصيص بالاطلاع على تجارب الأندية الأدبية الأخرى، والتواصل مع أمانة منطقة الرياض، والغرفة التجارية الصناعية بالرياض في محاولة لتحقيق الحلم الذي طال انتظاره، وهو إيجاد مقر دائم للنادي لتحقيق أعلى مستويات النجاح في البرامج والمشروعات التي يتطلع إليها أدباء ومثقفو منطقة الرياض.
وشدّد المحاضر على أن التفكير في المقر كان له أثر سلبي، لأن هموم المقر ألقت بظلالها على مسيرة النادي في السنوات الأربعين الماضية، وأجهضت عديداً من الطموحات والتطلعات، وأخذت نصيباً من وقت أعضاء المجالس واجتماعاتهم؛ ولذلك فإن استقرار النادي بمقر يلبي احتياجاته سيكون له أثر كبير في نمو نشاطاته وتطورها وتنوعها.
وأعلن "الحيدري" اعتزام النادي إقامة احتفال كبير في شعبان أو رمضان بمناسبة مرور 40 عاماً على تأسيس النادي، وأشار إلى أن هناك لجنة تحضيرية برئاسة فالح العنزي المدير الإداري في النادي تعمل على إظهار المناسبة بما يليق بها.
وفتح المجال للمداخلات، وممّن أسهم بالتعقيب والإضافة الأستاذ عبد الله الشهيل، الذي طالب بتطوير الأندية الأدبية لتواكب المرحلة، والدكتور عبد الرحمن المديرس الذي أشار إلى أهمية العناية بالمواهب الشابة، والأستاذ محمد القشعمي، والدكتور سليمان المحيا، والدكتور عز الدين موسى، والأستاذ عبد الجليل الأحمدي، وغيرهم.