تجري مساء اليوم انتخابات مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض وسط ترقب وانتظار بسبب التأجيل الذي حصل لهذه الانتخابات بناءً على طلب من بعض أعضاء الجمعية العمومية ومن الأدباء والمثقفين في منطقة الرياض ولكي تتواءم الانتخابات مع شروط اللائحة التنفيذية لانتخابات مجالس إدارات الأندية التي تنص على شرط أن يكون قد مضى على عضوية المرشح لمجلس إدارة أي نادٍ ثلاثة أشهر. وبعيدًا عمّا تم تداوله في وسائل الإعلام خلال المراحل الأولى من انتخابات الأندية الأدبية ومبادرة قطاع الثقافة في وزارة الثقافة والإعلام إلى توضيح كل الإجراءات والتعامل بشفافية مطلقة مع وسائل الإعلام فإن انتخابات مجالس إدارات الأندية حظيت بزخم ربما تجاوز زخم انتخابات المجالس البلدية وتطلع الكثيرون إلى أن يكون المثقفون قدوة في تجسيد الممارسة الانتخابية بصورة تخلق حالة من التراكم في الواقع وتعزز من مكسب الانتخابات الذي تم في كثير من منظمات المجتمع المدني. (الجزيرة) كانت قد التقت عددًا من رؤساء مجالس الإدارة السابقين لنادي الرياض الأدبي الذين تحدثوا عن انتخابات النادي حيث رأى رئيس النادي الأسبق الدكتور سعد البازعي أنه لم يعد من الضروري الإشادة بخطوة الوزارة في تفعيل الانتخابات من حيث المبدأ، لكن الانتخابات بوصفها تجربة جديدة في المشهد الثقافي ستحمل الكثير من الصعوبات والمفاجآت المحبطة أحياناً، مشيراً إلى أنه قد اتضح حتى الآن بعض ذلك بدءاً بالاعتراض على طريقة الاقتراع وانتهاءً بما آلت إليه النتائج في بعض الأندية. واستطرد البازعي: الصورة حتى الآن غير مشجعة وقد يعود السبب في ذلك إلى قلة خبرة بعض مجالس الإدارة الجدد، وإلى صعوبة التآلف بين بعض العناصر المنتخبة، وإلى نوع التفكير الذي يحمله بعض الأعضاء المنتخبين, وفي تقديري أن التحدي الذي تواجهه المجالس الجديدة في بعض الأندية ستكون كبيرة، بل أكبر مما واجهته الإدارات الحالية أو التي تولت في مرحلة التغيير التي أتت بأمثالي إلى مجالس الأندية. أما الرئيس السابق لنادي الرياض الدكتور محمد الربيع فقد تحدث عن تاريخ الانتخابات مستهلاً حديثه بقوله: كانت لائحة الأندية الأدبية التي أصدرها الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله – الرئيس العام لرعاية الشباب تنص على الانتخابات وعلى تحديد مدة زمنية لرئيس النادي وعلى أشياء أخرى رائعة ومحققة للهدف من إنشاء الأندية الأدبية, لكن اللائحة عطلت لسنوات طويلة, فتعالت أصوات الأدباء مطالبة بالانتخابات وسبق أن كتبت -أكثر من مرة- عندما كنت رئيساً للنادي مطالباً وزارة الثقافة والإعلام عندما انتقل الإشراف على الأندية الأدبية إليها باعتماد الانتخابات وسيلةً لاختيار رئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة, وفي ندوة نظمها أدبي الرياض قبل أشهر عن الانتخابات طرحت رؤيتي لها بالتفصيل. وتابع الربيع: على كلٍ, هناك الآن نشاط مشكور لوكالة وزارة الثقافة والإعلام لإتمام عملية الانتخابات في كل الأندية وفق جدول زمني محدد ينتهي قبل نهاية العام الهجري الحالي وبذلك تكون الانتخابات حقيقة لا أمنية وتطلعاً, أما رئيس النادي الحالي الدكتور عبدالله الوشمي فقد قال: تظل المؤسسة الثقافية امتدادا للفكرة الأولى التي بدأت من خلال تطلعات المثقفين والأدباء، وتظل تنمو وفق التحولات المتعددة التي تحتضنها، وتأخذ المؤسسة الثقافية قيمتها من الإطار الذي تنمو فيه. وعن أدبي الرياض الذي يجلس هو على كرسيه حالياً مترقباً نتائج التجربة القادمة التي آثر هو ألا يدخل فيها فقال: النادي الأدبي بالرياض يتكئ على كتف الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ويتنسم عبيرا أصيلا زرعه نبلاء في أعضاء مجالس إداراته المتعاقبة، وسعدوا بقيادة الكبار، وهم الشيوخ عبدالله بن خميس وأبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري وعبدالله بن إدريس والأساتذة د.محمد الربيع ود.سعد البازعي وعبدالله الشهيل، ولم يكن صنيعة رجل واحد، وإنما كان يتحرك برؤية المؤسسة، ويسعد بالشراكة مع الجميع، خلفية عن نادي الرياض الأدبي بدأت فكرة النادي عندما عقد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب (يرحمه الله) اجتماعًا في الرياض في شهر جمادى الأولى عام 1395 ه الموافق 1975 مع عدد من الأدباء والمثقفين من مناطق المملكة، للتباحث في شأن صيغة مؤسسية لتفعيل الثقافة ورعايتها، وكان النقاش يدور حول سبل إحياء سوق عكاظ، وبعد تداول هذه الفكرة، اقترح الأديب عزيز ضياء فكرة إنشاء أندية أدبية في المدن السعودية الكبيرة، وقد أيد الفكرة الحاضرون. وبعد الاجتماع بأيام صدرت الموافقة على إنشاء أندية أدبية في كل من: مكةالمكرمة والمدينة المنورةوالرياضوجدة والطائف وجازان، وبعد صدور الموافقة على إنشاء نادٍ أدبي بالرياض، دعي إلى اجتماع عام لأدباء المنطقة الوسطى في منزل الشيخ عبد الله بن خميس، وخلص المجتمعون حينها إلى انتخاب مجلس إدارة يضم: عبد الله بن خميس رئيسًا، عبد الله بن إدريس عضوًا، عبد العزيز الرفاعي عضوًا، عمران العمران عضوًا، أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري عضوًا، محمد الحمدان عضوًا، عبد الله الماجد عضو مجالس الإدارات. على أن بداية النادي الفعلية، ودوران نشاطه الفعلي كان في عام 1398 ه، وكان مجلس الإدارة قد أعيد تشكيله على النحو الآتي: أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري رئيساً، عبد الله بن إدريس عضوًا، عبد الله الشهيل عضوًا، محمد العلي عضوًا، محمد الشويعر عضوًا، علي الدميني عضوًا، عبد الله السليمان عضوًا، يحيى بن جنيد عضوًا، سليمان الحماد عضوًا ومديرًا إداريًا، صالح الصالح عضوًا وسكرتيرًا. وفي السادس عشر من شهر رجب من العام 1401 ه عين الشيخ عبد الله بن إدريس رئيسًا للنادي، إثر استقالة الشيخ أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري، وفي الشهر نفسه، أعيد تشكيل مجلس الإدارة على النحو الآتي: عبد الله بن إدريس رئيسًا، أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري عضوًا، عبد الله الشهيل عضوًا، محمد العلي عضوًا، محمد الشويعر عضوًا، علي الدميني عضوًا، عبد الله السليمان عضوًا، يحيى بن جنيد عضوًا، سليمان الحماد عضوًا ومديرًا إداريًا، صالح الصالح عضوًا وسكرتيرًا. وبعد استقالة كل من محمد العلي وعلي الدميني لمشقة حضورهما جلسات مجلس الإدارة قادمين من الدمام، واستقالة عبد الله السليمان لسفره خارج المملكة العربية السعودية للدراسة، أعيد تشكيل مجلس الإدارة في العام 1404 ه على النحو الآتي: عبد الله بن إدريس رئيسًا، عبد الله الشهيل عضوًا ونائبًا لرئيس النادي، منصور الحازمي عضوًا، عزت خطاب عضوًا، محمد الشويعر عضوًا، عبد الله الحامد عضوًا، أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري عضوًا، يحيى بن جنيد عضوًا، سليمان الحماد عضوًا ومديرًا إداريًا، صالح الصالح عضوًا وسكرتيرًا. ثم استقال أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري، ويحيى بن جنيد، وتلاهما صالح الصالح، وفي العام 1419 ه انضم إلى مجلس الإدارة كل من: محمد القويفلي عضو، إبراهيم الوزان عضو وسكرتير، ثم تلا ذلك تشكيل لمجلس إدارة النادي بعد طلبه الإعفاء الشيخ عبد الله بن إدريس، وذلك على النحو الآتي: محمد عبد الرحمن الربيع رئيسًا، عبد الله بن محمد الشهيل نائباً للرئيس، عبد العزيز بن محمد السبيل عضوًا، سعد البازعي عضوًا، محمد بن سعد الشويعر عضوًا، محمد بن سليمان القويفلي عضوًا، إبراهيم بن دخيل الوزان عضوًا وسكرتيرًا، سليمان بن محمد الحماد عضوًا ومديرًا إدارياً. الانتقال من رعاية الشباب إلى وزارة الثقافة والاعلام. قامت وزارة الثقافة والإعلام السعودية بإعادة تشكيل مجالس الإدارات خلال العام 1427 ه، تمهيدًا لوضع اللوائح العامة التي تنظم عمل الأندية الأدبية، وكان أول نادٍ أدبي شكل مجلس إدارته هو النادي الأدبي بالرياض، حين بثت وكالة الأنباء السعودية في يوم الخامس من صفر عام 1427 ه خبر تشكيل جديد لمجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض، وجاءت الأسماء كالآتي: إبراهيم الخضير، حسين علي حسين، سعد البازعي، سعد الحميدين، عبد العزيز المانع، عبد الله الرشيد، عبد الله الوشمي، علي العميم، محمد الهدلق، يوسف المحيميد. وتم انتخاب سعد البازعي رئيسًا للنادي، وعبد الله الوشمي نائبًا للرئيس، وحسين علي حسين مسؤولاً ماليًا، وإبراهيم الخضير مديرًا إداريًا، الذي اعتذر ورشح يوسف المحيميد بديلاً عنه، وقد اعتذر سعد البازعي بعد نهاية الفترة الأولى للمجلس عام 1431 ه، فاجتمع أعضاء مجلس إدارة النادي وتم انتخاب عبد الله الوشمي بالإجماع رئيسًا للنادي. نشاطات النادي أقام نادي الرياض الأدبي على مدى تأسيسه المحاضرات والندوات وحفلات التكريم والأمسيات القصصية والشعرية، إضافة إلى العديد من الأنشطة الثقافية المختلفة، أبرزها اثنينية النادي الأسبوعية التي استمرت عقدين من الزمان، كما قدم النادي عددًا من الإصدارات منها: مجلة قوافل التي صدر عددها الأول عام 1413 ه، وهي تعنى بالدراسات الأدبية والنقدية ونشر الإبداع الشعري والقصصي، إضافة إلى كتاب حقول الذي صدر عدده الأول في عام 1425ه، وهو كتاب دوري يعنى بالدراسات المتعلقة بالجزيرة العربية تاريخًا وثقافة، وكذلك دورية الأدبية، وهي مطبوعة شهرية تعنى بالأنشطة الثقافية في المملكة العربية السعودية، وعقد اللقاءات مع الأدباء والمثقفين من المملكة وخارجها، وصدر عددها الأول عام 1412 ه، كما أصدر النادي خلال الفترات الماضية أكثر من مائة كتاب تشمل مجالات مختلفة من الأدب والفكر والثقافة. ويقوم النادي بنشاط منبري دائم، وقد استحدث أسبوعًا ثقافيًا اسماه أسبوع الرياض الثقافي، واستحدث أيضًا لجنة نسائية تقام نشاطاتها حسب عدة محاور هي: ملتقى الشعر، منتدى الترجمة، ملتقى القراءة، ملتقى السدرة، ملتقى الحوار والفكر، وتقيم هذه اللجنة فعالياتها في مبنى النادي خلال يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، كما تشارك في الفعاليات الرجالية عبر الدائرة التلفزيونية، ويقيم النادي عدة نشاطات ثقافية منها: ملتقى النقد الأدبي، وبيت الشعر، وجماعة سرد، ومنبر الحوار، ويقيم النادي سنويًا جائزة بعنوان (جائزة كتاب العام)، ومسابقة فوتوغرافية بعنوان (الرياض في عيون الفوتوغرافيين).