انتشل عمال الإنقاذ أمس الجمعة مزيداً من الجثث من تحت أنقاض متجر انهار أمس الأول الخميس في "ريجا" عاصمة لاتفيا، ليرتفع إجمالي عدد القتلى إلى 51، في أسوأ كارثة تشهدها إحدى دول منطقة البلطيق منذ عقود. وواصلت الروافع إزالة الكتل الخرسانية الضخمة من حطام متجر مكسيما الواقع في حي تكثر به المباني ذات الطابع الروسي العتيق، في محاولة للوصول إلى أشخاص محاصرين تحت أنقاض المتجر بعد انهيار سقفه، فيما كان يغص بالمتسوقين.
وعكف عمال الإنقاذ على البحث ورفع الأنقاض من حطام المتجر، الذي تبلغ مساحته نحو 1500 متر مربع، فيما وقفت عربات الإسعاف والإنقاذ استعداداً لنقل الجرحى.
وقالت الشرطة: إن عدد القتلى قفز إلى 51 الساعة 20:00 بتوقيت جرينتش الجمعة، من بينهم ثلاثة من عمال الإنقاذ، فيما أصيب 38 شخصاً.
وقال المتحدث باسم الشرطة تومز سادوفسكيس: "ما زلنا نصمت بعض اللحظات لسماع أصوات أي أشخاص محاصرين، لكن للأسف الأصوات الوحيدة كانت لرجال الإنقاذ الذين يعملون".
وواصل حوالي 80 من عمال الإنقاذ و56 متطوعاً البحث بلا كلل عن أناس ما زالوا محاصرين بعد مرور أكثر من 24 ساعة على الحادث.
ووضعت الشرطة خريطة استناداً إلى لقطات مسجلة من كاميرات الأمن لمساعدة عمال الإنقاذ في العثور على الأشخاص الذين كانوا متواجدين في أماكن المتسوقين فعلياً لحظة وقوع الانهيار.
وقال رئيس خدمة الإنقاذ في "لاتفيا" أوسكارز أبولينز للتلفزيون: إن البحث بطيء؛ لأن الأنقاض ترتفع إلى مترين ونصف المتر. وكان عمال الإنقاذ يزيلون الأنقاض بأيديهم وبالمعاول.
وأضاف أن جهود الإنقاذ ستستمر طوال الليل. ولا يزال يتعين عليهم تفتيش مساحة قدرها 400 متر مربع؛ بحثاً عن أناس، سواء كانوا أحياءً أم أمواتاً.
وقال رئيس بلدية ريجا على حسابه الشخصي على "تويتر": إن نحو خمسة أشخاص ربما لا يزالون محاصرين.
ولم يتضح بعدُ سبب الانهيار، إلا أن ريتشارد كوزلوفسكيس وزير داخلية لاتفيا قال لتلفزيون بلاده: "من الواضح أن ثمة مشكلة تتعلق بمراعاة قواعد البناء".
وقال متحدث باسم المتجر: إن خمسة من العاملين به أصيبوا، فيما قالت أجهزة إعلام محلية: إن العمال كانوا يقومون- قبل الانهيار- بإنشاء حديقة فوق سطح المبنى.
ويتألف المتجر من طابق واحد، ويقع على مسافة 30 دقيقة بالسيارة من قلب العاصمة.
وأعلن فلاديس دومبروفسكيس رئيس وزراء لاتفيا الحداد ثلاثة أيام بدءاً من اليوم السبت.
وفي وقت سابق الجمعة وقف نحو 50 شخصاً قرب الحطام؛ ترقباً لسماع أي أنباء عن ذويهم، إلا أن عدد المحاصرين تحت الأنقاض لا يزال غير معروف حتى الآن على وجه الدقة.
وقال رئيس وزراء لاتفيا: إن عمليات الإنقاذ قد تستغرق وقتاً طويلاً.
وقالت وسائل إعلام محلية: إن المبنى كان قد نال جائزة في مجال الإنشاءات المعمارية حين اكتمل عام 2011.