وصل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص باليمن، جمال بن عمر، إلى صنعاء مجدداً، الخميس، في زيارة تهدف إلى إنهاء الأزمة الطاحنة في البلاد، التي تشهد مواجهات دامية بين أنصار الرئيس علي عبد الله صالح، والمعارضة، أسفرت عن مقتل وجرح الآلاف. وقال المبعوث الأممي: إن زيارته "تأتي لمتابعة الجهود السياسية لخروج اليمن من الأزمة الراهنة"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، التي أشارت إلى أن ابن عمر سوف يلتقي عدداً من المسؤولين في الحكومة والمعارضة، لبحث المستجدات على الساحة الوطنية والسبل المثلى لحل الأزمة. وأعرب المسؤول الدولي عن أمله في أن تكون زيارته الحالية إلى صنعاء "فرصة لحل القضايا العالقة بين الأطراف السياسية في اليمن"، وقال: إنها تأتي في إطار متابعة جهود الأممالمتحدة من أجل التسوية السياسية في الدولة العربية. وتشهد الجمهورية اليمنية، منذ عدة أشهر انتفاضة شعبية تطالب برحيل الرئيس صالح، الذي يقود البلاد منذ أكثر من ثلاثة عقود، وانضمت إلى الحركة الاحتجاجية قبائل وقوات عسكرية انشقت عن الجيش، ودعا المحتجون المجتمع الدولي إلى دعم مطالب الشعب برحيل النظام. وكان ابن عمر قد أطلع مجلس الأمن الدولي، خلال جلسة عقدها لمناقشة الأزمة الحادة في اليمن، في الأسبوع الثاني من أكتوبر الماضي، على تطورات الأوضاع في الجمهورية اليمنية، محذراً من تدهور الأوضاع الأمنية بشكل كبير، بسبب المواجهات الدامية بين أنصار ومعارضي صالح. وبينما لفت المبعوث الأممي إلى أن الحكومة المركزية لم تعد تسيطر على خمس أو ست مقاطعات، إضافة إلى سيطرة الحوثيين على جزء كبير من البلاد في الشمال، فقد شدد على أهمية اتفاق الأطراف اليمنية على خارطة طريق لبدء العملية الانتقالية بشكل منظم وسلمي في أقرب وقت ممكن. وتأتي زيارة ابن عمر إلى صنعاء، بعد أيام على تأكيد الرئيس اليمني تمسكه بالمبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة الراهنة في بلاده، وكذلك التزامه بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014، داعياً قوى المعارضة إلى طاولة التفاوض، مؤكداً أنه لا بديل عن الحوار. وقال صالح، في خطاب بمناسبة عيد الأضحى: إن الحوار هو المخرج الوحيد والوسيلة المثلى لحل الأزمات، وإنه لا بديل عن الحوار بين جميع الأطراف في إطار الثوابت الوطنية والدستور، بعيداً عن التناحر والاقتتال. كما اتهم في خطابه القوى السياسية والحزبية ومن يقف وراءها من "القوى الانقلابية والظلامية"، بإيقاف عجلة التنمية، بعدم الاستجابة للمجتمع الدولي، ورفضها لكل المبادرات، و "إصرارها على السير في طريق تعقيد الأزمة"، بحسب قوله.