أكدت مصادر طبية يمنية أمس الجمعة، سقوط عشرة قتلى على الأقل، وجرح ما يزيد على 32 آخرين، في قصف مدفعي نفذته القوات الحكومية، في «تعز» (جنوب غرب). وقال شهود عيان إن معارك اندلعت في ستة أحياء على الأقل من المدينة، التي بدأ سكانها في النزوح منها بسبب مخاوف من اتساع القتال بين الجيش اليمني ومسلحين منشقين، انضموا إلى صفوف المعارضة. وأكد مسؤول طبي مقتل ستة مدنيين في قصف نفذته القوات الحكومية مستهدفةً ساحة «الحرية». وفي وقت سابق الخميس، قال المبعوث الأممي إن زيارته «تأتي لمتابعة الجهود السياسية لخروج اليمن من الأزمة الراهنة»، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، التي أشارت إلى أن بن عمر سوف يلتقي عددا من المسؤولين في الحكومة والمعارضة، لبحث المستجدات على الساحة الوطنية والسبل المثلى لحل الأزمة. وأعرب المسؤول الدولي عن أمله في أن تكون زيارته الحالية إلى صنعاء «فرصة لحل القضايا العالقة بين الأطراف السياسية في اليمن»، وقال إنها تأتي في إطار متابعة جهود الأممالمتحدة من أجل التسوية السياسية في الدولة العربية. وتشهد الجمهورية اليمنية، منذ عدة أشهر، انتفاضة شعبية تطالب برحيل الرئيس صالح، الذي يقود البلاد منذ أكثر من ثلاثة عقود، وانضمت إلى الحركة الاحتجاجية قبائل وقوات عسكرية انشقت عن الجيش، ودعا المحتجون المجتمع الدولي لدعم مطالب الشعب برحيل النظام. وكان بن عمر قد أطلع مجلس الأمن الدولي، خلال جلسة عقدها لمناقشة الأزمة الحادة في اليمن، في الأسبوع الثاني من أكتوبر الماضي، على تطورات الأوضاع في الجمهورية اليمنية، محذرا من تدهور الأوضاع الأمنية بشكل كبير، بسبب المواجهات الدامية بين أنصار ومعارضي صالح. وبينما لفت المبعوث الأممي إلى أن الحكومة المركزية لم تعد تسيطر على خمس أو ست مقاطعات، إضافة إلى سيطرة الحوثيين على جزء كبير من البلاد في الشمال، فقد شدد على أهمية اتفاق الأطراف اليمنية على خارطة طريق لبدء العملية الانتقالية بشكل منظم وسلمي في أقرب وقت ممكن. وتأتي زيارة بن عمر إلى صنعاء، بعد أيام على تأكيد الرئيس اليمني تمسكه بالمبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة الراهنة في بلاده، وكذلك التزامه بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014، داعيا قوى المعارضة إلى طاولة التفاوض، مؤكدا أنه لا بديل عن الحوار. وقال صالح، في خطاب بمناسبة عيد الأضحى نقلته «سبأ»، إن الحوار هو المخرج الوحيد والوسيلة المثلى لحل الأزمات، وإنه لا بديل عن الحوار بين جميع الأطراف في إطار الثوابت الوطنية والدستور، بعيداً عن التناحر والاقتتال. كما اتهم في خطابه القوى السياسية والحزبية ومن يقف وراءها من «القوى الانقلابية والظلامية»، بإيقاف عجلة التنمية، بعدم الاستجابة للمجتمع الدولي، ورفضها لكل المبادرات، و»إصرارها على السير في طريق تعقيد الأزمة»، بحسب قوله.