قالت الجمعية الفلكيّة بجدة، إن عنقود نجوم "الثريا" يرصّع سماء المملكة طوال الليل، بالتزامن مع أواخر فصل الخريف، والاتجاه نحو فصل الشتاء، حيث يرصد في الأفق الشرقي من قبة السماء بعد غروب الشمس، إلى فجر اليوم التالي. وأضافت الجمعية: نجوم "الثريا" تظهر بعد حلول ظلمة الليل، ويمكن رصدها بالعين المجرّدة، كلطخة ضبابية فوق الأفق الشمالي الشرقي على قبة السماء في الليل، إلا أن التلوّث الضوئي يطمس "الثريا" ويجعلها صعبة الرصد بالعين المجرّدة داخل المدن، لذلك هناك حاجة إلى استخدام المنظار الثنائي العينية ويمكن تحديد موقعها من خلال النظر نحو الأفق الشرقي، حيث سيظهر نجم أحمر براق "الدبران"، وإلى أعلى يسار هذا النجم توجد "الثريا"، وهي تتحرّك عبر السماء تقريبا على مسار الشمس والقمر نفسه وسبب هذه الحركة هو دوران الأرض حول نفسها.
وتابعت الجمعية: هذه المجموعة النجمية الصغيرة اشتهرت منذ القدم بمظهرها وبهائها وذكرها العرب في أشعارهم كثيراً، وهي جزءٌ من مجموعه نجوم تسمّى "الثور"، وخلال إحدى ليالي الشتاء الصافية يمكن بسهولة تمييز ألمع ستة نجوم فيها وكان يعتبر أن من يرى سبعة منها يكون قوي البصر، وقليل هم الذين يستطيعون أن يميزوا تسعة أو عشرة بشرط أن يكونوا بعيدين عن أضواء المدن.
وبيّنت الجمعية، أنه يعتقد أن عمر "الثريا" صغير جداً لا يتجاوز 100 مليون سنة، وهي تقع على مسافة 380 سنة ضوئية فقط من الأرض، وعند رصدها من خلال المنظار الثنائي العينية سيظهر عديد من النجوم ومن خلال تلسكوب كبير يمكن رؤية بعض المواد السديمية حول تلك النجوم.
ويبلغ عنقود "الثريا" سنوياً وبحلول العشرين من نوفمبر، أعلى نقطة له في السماء عند منتصف الليل، وكان هذا الحدث مهماً تاريخياً لعديدٍ من الثقافات القديمة، وبعضها لا يزال باقياً حتى وقتنا الحاضر.
يُذكر أن هناك تسمية أخرى ل "الثريا"، وهي "الشقيقات السبع"، وتعود هذه التسمية إلى ألمع سبعة نجوم في هذا العنقود النجمي، ولكن إذا رُصدت بالعين المجردة وحدها من المحتمل رؤية ستة من نجوم "الثريا".