كشف كاتب إيراني يعيش في ألمانيا- عبر مقال أفردت له صحيفة "الورلد تريبيون" الأمريكية صفحتها الرئيسية- أن الحرب الباردة بين إيران والسعودية على أشدها، زاعماً في مغالطة دينية وتاريخية أن النبي الكريم تُوفي مخلِّفاً صراعاً سنياً شيعياً، فيما سجلت "سبق" عبر مراسلها في واشنطن "بندر الدوشي" اعتراضها على ما تضمنه المقال المتحيِّز من مغالطات، داعية السفارة السعودية بواشنطن للقيام بدورها واتخاذ ما يلزم لإحقاق الحق. وتفصيلاً فقد قال الكاتب فاريبيورز صارمي: إن السعودية تدعم الإرهاب وتنظيم القاعدة في العراقوسوريا وأفغانستان وباكستان وأفغانستان، زاعماً أن المملكة تخشى بشكل كبير جداً من الانتفاضة الشيعية في المنطقة الشرقية، قائلاً: شكوى الطائفة الشيعية هي ضد التمييز الديني والتهميش والبؤس الاقتصادي على حد وصفه.
وتابع الكاتب في مقاله غير المنصف، والذي تفوح من بين حروفه رائحة الطائفية: السعودية وحدها تعتقد بأن إيران تدعم جماعة الحوثي في اليمن، والسعودية تدعم في هذه الأيام الحركات الانفصالية على الحدود مع إيران وتدعم الفصائل الإرهابية الأخطر في باكستان والسعودية تدعم بالوكالة تنظيم القاعدة في سورياوالعراق.
وفي مغالطة حاقدة قال الكاتب: إيران كانت سعيدة بالربيع العربي في تونس ومصر، ولم يأتِ بذكر الانتفاضة السورية التي راح ضحيتها أكثر من 140 ألف شخص على أيدي الميليشيات الإيرانية وحزب الله بحسب إحصائيات رسمية.
وزعم الكاتب بأن السعودية خاصة كانت تخشى من أن يعمها الربيع العربي، ولم يذكر كيف أن إيران قمعت الاحتجاجات التي اندلعت في طهران عام 2008، وسُحقت من قبل الباسيج والفصائل العسكرية الأخرى حيث اعتُقل وقُتل الألف إبان هذه الثورة، ولا يزال مهدي كروبي ومير حسين موسي رهن الإقامة الجبرية من أكثر من خمسة أعوام وسجن أبناء هاشمي رفسنجاني.
وزعم الكاتب بأن الدولتين تدعمان الفصائل المسلحة في لبنان؛ حيث ضرب مثلاً أن إيران تدعم حزب الله الفصيل العسكري المسلح في لبنان، وزعم أن السعودية تدعم ميلشيات مسلحة سنية في لبنان. وهذه مغالطة كبيرة؛ حيث إن الفصيل المسلح الوحيد في لبنان هو حزب الله، وهو الذي يستقوي على دولة لبنان بأكملها دون أي مسؤولية لسيادة الدولة اللبنانية، وهو يزج بكل قواته ويعترف صراحة بتدخله مع النظام السوري لقمع الثورة السورية.
واختتم الكاتب في مقارنته مخجلة بين إيران والسعودية قائلاً: على الرياض أن تتذكر بأن أمريكا سوف تستغني عن السعودية؛ نظراً لاكتفائها بالنفط الصخري المستخرج من الولاياتالمتحدةالأمريكية.
"سبق" بدورها وعبر مراسلها في واشنطن "بندر الدوشي" أجرت اتصالاً بالصحيفة لإبلاغها بكم المغالطات الكبيرة الموجودة في التقرير من قبل الكاتب، والتي جميعها اتهامهات لا تستند على أدلة، عوضاً أن الكاتب إيراني ومن الطبيعي أن يتحيز ضد السعودية، بخلاف الخطأ التاريخي بحق النبي الكريم؛ حيث لم يظهر الصراع السني الشيعي إلا بعد عشرات السنين من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان الخلاف على الحكم، وليس على الفكر والمنهج، و"سبق" بصدد تقديم شكوى رسمية ضد الكاتب؛ نظراً لتعمده الإساءة إلى السعودية دون أدلة أو إثباتات.
وتتساءل "سبق" عن دور السفارة السعودية في واشنطن وعدم تفاعلها مع هذه التقارير والرد عليها؛ حيث إنها في مجملها تمثل إساءة كبيرة لصورة الإسلام والمملكة العربية السعودية بشكل خاص.