بعد أيام من إعلان المجلس العسكري الليبي أنه قام بدفن جثة العقيد معمر القذافي في مكان سري بالصحراء، عرضت قنوات ليبية على الإنترنت لقطات لعملية الغسل والتكفين والصلاة على جثامين القذافي، ونجله المعتصم، ووزير دفاعه أبو بكر يونس. ؤنقلت قناة "الآن" لقاء مع الشخص الذي أشرف على عملية الدفن، وظهر وهو يرتدي حلة عسكرية، وقال إنه تم غسل القذافي ودفنه وفقاً للشريعة الإسلامية، في حضور اثنين من أبناء أبوبكر يونس، وأشرف على المراسم الدينية الشيخ خالد تنتوش الذي كان يحضر دائماً لقاءات القذافي الدينية، وعُرف باسم شيخ القذافي. وقال المسؤول إنه تم إحضار جميع مستلزمات الغسل من قماش ومطهرات وعطور وغيره، وحضرت مجموعة بسيطة من الثوار وبعض أعضاء المجلس المحلي لمدينة مصراتة، وبيّن أن العملية تمت خلال الساعات الأولى من نهار الثلاثاء الماضي. وأضاف المسؤول الذي لم تكشف القناة عن اسمه، أنه بعد الانتهاء من الغسل وضعت الجثامين في نعوش خشبية، ثم تمت الصلاة عليها، وشارك فيها فضلاً عن ابني أبوبكر يونس والشيخ تنتوش، كل من الشيخ أسامة الجيروشي، وشخص يُدعي حنيش وهو ابن خالة القذافي، وسائقه الخاص، وشخص يدعى ضو وهو ابن خالة القذافي أيضاً. وبيّن المسؤول أن جميع من شارك في الصلاة هم سجناء في مصراته. وبدورها قالت صحيفة "الشروق" الجزائرية نقلاً عن مصدر عسكري حضر جنازة القذافي، إن جثث المعنيين دفنت في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء بحضور شخصيات معتقلة في سجون سرية بمدينة مصراته كمنصور ضو وموسى إبراهيم؛ من أجل الشهادة على دفن جثة العقيد معمر القذافي ومرافقيه. وأكد المتحدث للصحيفة أن تعليمات جاءت منتصف ظهيرة يوم الاثنين الماضي بضرورة التوقف عن عرض جثث المعنيين أمام الآلاف من الوافدين من مختلف المدن الليبية؛ من أجل إلقاء النظرة الأخيرة عليها، وبعدها تم إعداد الجثث الثلاث بتكفينها جيداً، وأخذ صور فوتوغرافية لها، إضافة إلى حضور ممثل عن المجلس الانتقالي من العاصمة طرابلس، وآخر من المجلس المحلي لمصراته، وشخص آخر من جهة أمنية عسكرية بمصراته. وأضاف المتحدث أنه تم أخذ العهد من المسؤولين الذين حضروا الجنازة بعدم الكشف عن مكان القذافي، وأقسموا على المصحف الشريف بعدم الكشف عن هذا السر؛ لأنه قد يهدد استقرار ليبيا في حال الكشف عن المكان. وأقد ظهر شريط الفيديو أن عدداً محدوداً فقط هم من أدوا صلاة الجنازة على الراحلين؛ حيث لم يزيدوا على عشرة أشخاص، جميعهم من السجناء بمصراتة. وبثت قنوات ليبية لقطات بدأت بعملية الغسل التي تمّت داخل ثلاجة التبريد التي كانت الجثث مسجاة فيها، وبدأ الغسل بجثة القذافي، ثم أبو بكر يونس، وأخيراً المعتصم. وبعد الغسل جرى لفّ كل جثة من الجثث الثلاث في كفن أبيض اللون، وتلاه رشّ ما يبدو أنه مواد مطهرة، وروائح عطرية، وخلال عملية التكفين سُمع صوت أحد المشاركين وهو يردد: "يُمهل ولا يهمل".