كشفت إحصائيات صادرة عن شرطة المنطقة الشرقية عن وجود أكثر من 30 محاولة انتحار خلال الربع الأول من العام الحالي، حيث تمكن 12 شخصا من إنهاء حياتهم، وبحسب البيانات الرسمية فإن من بين المتوفين 4 سعوديين، و8 من جنسيات أخرى. وأوضحت البيانات التي حصلت " سبق" عليها أن أكثر 18 محالة للانتحار فشلت ، وكان آخر حالات الانتحار التي سجلتها الشرطة هي لمواطن خمسيني أقدم على سكب ماده سريعة الاشتعال على جسده وأضرم النار بنفسه على كورنيش الدمام . وأكد العميد يوسف بن أحمد القحطاني الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية : أن هناك أمراضا نفسية تسهم في وقوع حالات الانتحار في المجتمع نتيجة سوء تعامل المجتمع معهم , إضافة إلى وجود حالات يأس لدى بعض المنتحرين تجعلهم يلجأون إلى الانتحار". وقال" الانتحار من الناحية النفسية هو علامة من علامات الاكتئاب الذي إذا اشتد على المريض الذي يعاني منه تتشكل لديه توجهات وأفكار في تمني الموت، وعدم الرغبة في الحياة، فيقنع نفسه بعدها أن الموت أفضل، فيخطط لإنهاء حياته بالانتحار". وحذر القحطاني من إهمال أي شخص تظهر عليه علامات تدل على الاكتئاب المؤدي إلى الانتحار ، مشددا على ضرورة الذهاب به حين ظهور تلك العلامات إلى العيادة النفسية . من جهة أخرى أوضح الشيخ صالح بن سعد الحيدان المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي للجمعية العالمية لصحة النفسية بدول الخليج والشرق الأوسط أن قضية قتل النفس عمدا وهي التي يسمونها اليوم بالمصطلح الفعلي " الانتحار " هذا لايندفع إليه المرء إلا في حال ضعف الإيمان وضعف اليقين الذي دفعه إليه ضيق الأفق واليأس . وأضاف"وهو أمر انتشر ليس في المملكة فقط ولايعتبر بالمملكة ظاهرة ولكنه انتشر في عموم البلدان الأخرى ، قائلا" إن المسلم مهما وقع تحت ضغط نفسي أو كربة شديدة فإنه لا يمكن أن يقدم على قتل نفسه لأنه يعلم أن عاقبة ذلك هي النار والعذاب الأليم كما قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بحديدة فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ - يطعن - بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا". وقال" أنا انصح هؤلاء بأن يتسع أفقهم وحسن ظنهم بالله سبحانه وتعالي وان يقدموا العقل السليم على العاطفة لان العقل السليم النير المتبور المتفتح إذا تقدم على العاطفة هدى الإنسان وبدا يعقل الأمور وبد يقايس الأمور ويوزن بينها ولايحصل منه قتل نفسه فقتل النفس من الكبائر العظمي وصاحبه مخلد بالنار لأنه تعتمد الى قتل نفسا دون سبب شرعي بحقها ولابد من سبب أن الانتحار جريمة كبرى وسوء خاتمة، فالذي يقتل نفسه فرارا من مصيبة أو ضائقة أو فقر أو نتيجة انفعال وغضب، يعرّض نفسه لعقوبة الله، وعلى المؤمن الصبر على الأمور المعينة "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب" و "سيجعل الله بعد عسر يسرا" وعلى من يصيبه هم أو غم أن يلجأ إلى الله وذكره مما يُسكن النفس ويعيد لها الثبات".