الانتحار من كبائر الذنوب، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن المنتحر يعاقب بمثل ما قتل نفسه به. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا. وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على المنتحر؛ عقوبة له، وزجرا لغيره أن يفعل فعله، وأذن للناس أن يصلوا عليه، فيسن لأهل العلم والفضل ترك الصلاة على المنتحر تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم. والمؤمن لا ينتحر؛ لأنه يعيش الحياة كما هي، ويعلم أن الأيام دول، وأن اليسر مع العسر، وأن بعد الكرب فرجا، وبعد ليل المشقة صبح الراحة. وقد ذكر العلماء، أن من يقدم على الانتحار أحد صنفين: إما ملحد بالله يعتقد أن لا إله ولا آخرة ولا حساب ولا جنة ولا نار، وأن الحياة لعبة في لعبة، وأن الكون وجد صدفة، فهو يرى أن حياته وموته سيان، والصنف الثاني من فقد إدراكه، وعميت بصيرته، وذهب عقله، فهو يتصرف تصرف المجانين. ورغم الدعوات التي يطلقها الكثيرون لمجابهة ظاهرة الانتحار التي انتشرت أخيرا ولدى الفتيات خصوصا، إلا أنني أؤكد أن ضعف الوازع الديني هو المحرك الأساس لهذه المشكل؛ لذلك يجب إثارة مثل هذه القضايا في وسائل الإعلام لزيادة التوعية، وكان آخرها القضية التي اطلعت عليها في جريدة “شمس” بالعدد رقم (1185) الصادر يوم الجمعة 10 / 4 / 2009 بعنوان (انتحار ناعم في بيت عنيف). ختاما، أؤكد أن المؤمنين لا يفكرون في الانتحار؛ لأنهم في حكم الله وفي مشيئته، يعبدونه في السراء والضراء ويعلمون أن كل شيء بقضاء وقدر، وأن الاختيار لله، فالمنتحر إنسان محبط فاشل يرى أن موته وحياته سواء فلا داعي في نظره لأن يعيش.