يؤكد كُتاب ومحللون سعوديون أن "حادثة شغب منفوحة" تلفت الانتباه إلى خطورة العمالة المخالفة على أمن واستقرار السعودية، واصفين هؤلاء المشاغبين بالإرهابيين، ومن يتستر عليهم بالخونة لوطنهم، مطالبين باستمرار حملة تصحيح الأوضاع، وضبط وترحيل المخالفين، دون الالتفات إلى الأصوات المعارضة. وفي صحيفة "الوطن" يوجه الكاتب الصحفي علي سعد الموسى التحية إلى المهندس عادل فقيه وزير العمل، يقول "الموسى": "سأرفع اليوم (عقالي) شكراً وتقديراً واحتراماً لمعالي المهندس عادل فقيه وزير العمل؛ لأنه ربما من حيث لم يكن يعلم، قد فتح في خاصرتنا الاجتماعية الرخوة جرحاً أمنياً، كنا نعرفه جيداً جيداً، ولكننا لم نكن نبالي بعواقبه، ولم نكن نستشعر خطورته.. اليوم: لم يفتح لنا عادل فقيه مجرد قرار جريء لتصحيح أوضاع العمالة، بل فتح لنا الملف الأهم: كيف يمكن لمثل هذه الملايين أن تتحوَّل إلى قنبلة قاتلة، وكيف أخذنا معاليه إلى اللحظة المناسبة لعلاج هذه الجبهة... وصدقوني: لقد تأخرنا كثيراً ولكن: لو أننا تأخرنا أكثر من هذا بقليل لما استطعنا السيطرة. نعم، اكتفينا بمنفوحة هذا العام ولكن أيضاً: لو أننا تأخرنا قليلاً لكانت هذه (المنفوحة) وشعبها وشغبها نسخة في ذات الوقت والتوقيت في كل مدينة سعودية".
وتحت عنوان "إرهابيو منفوحة وخونة التستر" يطالب الكاتب الصحفي خالد الحسيني الحارثي في صحيفة "الرياض" بمعاقبة المتسترين واصفاً إياهم بالخونة لأوطانهم، ويقول: "جاءت أحداث الشغب والتخريب والتعرض للآمنين التي نفَّذها بعض من المخالفين من الجنسية الأثيوبية يوم السبت الفارط في حي منفوحة بالرياض؛ اعتراضاً على الحملات، لتعطي دلالة واضحة على خطورة التساهل مع هؤلاء من أرباب الجرائم الخفية المتحولة في هذه الواقعة إلى مستوى الجرائم الإرهابية المرئية المتحدية للسلطة الأمنية.. وعطفاً على ذلك تنبثق عدة تساؤلات عن المتسترين المسؤولين عن إيواء إرهابيي حي منفوحة وأشباههم من المخالفين: لماذا لم يبلغوا الجهات الأمنية عن هؤلاء؟ هل أغرتهم المادة؟ ألا يعلمون أن تسترهم عن المخالفين يُعدُّ خيانة وطنية؟ وهل سنسمع نبأ عقابهم الفوري؛ لردعهم وجعلهم عظة وعبرة لغيرهم؟".
وفي صحيفة "عكاظ" يرفض الكاتب الصحفي خالد السليمان اعتراضات البعض على الحملة، ويقول: "قال منتقداً إجراءات منفوحة: هؤلاء إخوتنا في الدين، فقلت له: إذا طبّ على بيتك آخر الليل بساطور، صلِّ معه الوتر! هكذا ناقشت أحد السُّذَّج في رؤيته للإجراءات النظامية التي اتخذتها الدولة ضد المقيمين غير الشرعيين من المتسللين والمخالفين لأنظمة الإقامة. أما بعض المواطنين المثقفين المتعلمين المتنورين الذين أرادوا اللعب على الأوتار العاطفية لقضية أمنية لا تحتمل التنظير والفلسفة والفذلكة، فأقول لهم: إن تلك الإجراءات من صميم أعمال السيادة لأي دولة، ومن أراد تسويق العاطفة باسم الأخوة والدين فليجرِّب مخالفة أنظمة بلدانهم ليرى كيف يتعاملون معه باسم النظام والقانون لا الأخوة والشعارات الهلامية، خاصة ما يتعلق بأنظمة الهجرة والإقامة والدخول غير الشرعي!".
وفي صحيفة "المدينة" يقول الكاتب الصحفي د. سلطان عبد العزيز العنقري: "نأمل أن تستمر هذه الحملات ولا تتوقف، حتى نشاهد آخر عامل وافد غير شرعي يُغادر بلادنا. ونُقدِّر كل الجهود التي بُذلت -وما زالت- من قِبَل وزارتي الداخلية والعمل".