أعلن مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان عن بناء مدينة جامعية مصغرة للسنة التحضيرية بجامعة الملك سعود مجهزة بأحدث التجهيزات بميزانية تقدر ب 750 مليون ريال، فيما كلف المبنى الحالي للسنة التحضيرية 270 مليون ريال. و قال الدكتور العثمان "ففي الوقت الحالي أي جامعة تنتظر حفل تخرجها السنوي أو تخرج طلاباً وطالبات يبحثون عن الوظائف لا تستحق أن تبقى وتعيش بين الجامعات ولابد أن نوغل في الجانب الفلسفي". جاء ذلك خلال اللقاء الدوري الرابع لوكلاء الجامعات السعودية للشؤون التعليمية والأكاديمية الذي استضافته جامعة الملك سعود بمبنى السنة التحضيرية في تمام الساعة التاسعة من صباح اليوم الثلاثاء ويستمر حتى يوم الأربعاء 15/4/1431ه، وذلك لتقويم تجارب الجامعات السعودية للسنة التحضيرية والتحديات التي تواجه الجامعات في تطبيقها. وأضاف مدير جامعة الملك سعود قائلاً: من حسن حظنا أن لدينا قائداً بوزن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني وأمير منطقة الرياض الذين قدموا الدعم المادي للتعليم العالي وسبقها دعم معنوي، والملك عبدالله بن عبدالعزيز أراد أن يوجد نموذجاً على أرض الواقع لتنافس جامعات عالمية كهارفرد وبيركلي بإنشائه جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ويجب أن نقدر قرار مجلس الوزراء- يوم أمس الأول- بتأسيس 3 شركات مساهمة في التقنية والذي يجسد المعرفة الحقيقية للاستثمار بالتقنية. وبهذه المناسبة أشكر القيادة السياسية وأعضاء المجلس الاقتصادي على هذا الدعم المعرفي والتقني. وأشار د.عبدالله العثمان أن التعليم العالي ليس ظاهرة وطنية، بل هو ظاهرة عالمية واليوم المعرفة ليس لها دين أو جنسية والأكاديميون والعلماء ليست لديهم عقد سياسية من حدود جغرافية، قائلاً وأكبر مثال على تحول التعليم العالي إلى ظاهرة عالمية هو برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي تحول من برنامج إلى جامعة تبتعث أكثر من 80 ألف طالب وطالبة في أكثر من 20 دولة". وأضاف "والجامعة التي تسعى لتحقيق الريادة لا بد أن يكون لديها استقرار مالي، والآن جامعة الملك سعود لديها محفظة إستثمارية عقارية بثلاثة مليارات ريال ومن المتوقع أن تكون العائدات في عام 2011 عشرة أضعاف الميزانية المخصصة للبحث العلمي ووصول عدد كراسي البحث إلى 107 كرسي ولم يكن للجامعة في آخر 60 كرسي أي جهد، وفكرة الكراسي ظاهرة عالمية قديمة، وكانت الجامعة عملت على تطوير نموذج يناسب إحتياجاتها وظروفها خصوصاً في جانب استقطاب الخبراء العالميين. وأشار الدكتور العثمان إلى أن مساهمة أحد رجال الأعمال في أوقاف الجامعة سوف تصل إلى 500 مليون من بداية تبرعاته حتى الآن. وأضاف مدير جامعة الملك سعود أن الجامعة لديها هدف في "تحويل التعليم والتدريب من تعليم تلقيني بالإكراه إلى تعليم تفاعلي بالاستمتاع"، وأن يكون الطالب شريكاً في العملية التعليمية. وقال د. العثمان إن وكلاء الجامعات السعودية للشؤون التعليمية والأكاديمية عليهم مسؤولية كبيرة في تطوير العملية التعليمية بالمملكة وإن العلاقة بين الجامعات السعودية هي علاقة تنافس وتكامل وتعاون. عقب ذلك بدأت جلسات اللقاء التي تتضمن عرض إحدى وعشرين ورقة موزعة على خمسة محاور رئيسة تشمل وظيفة ورسالة السنة التحضيرية، النظام الأكاديمي للسنة التحضيرية، التطوير والجودة في السنة التحضيرية في ضوء الشراكة مع الهيئات العامة والخاصة، التعليم الإلكتروني وبيئة المعرفة والتعلم في السنة التحضيرية وتجارب الجامعات في تطبيق السنة التحضيرية. ومن جانبه قال وكيل جامعة الملك سعود للشؤون التعليمية والأكاديمية د. عبدالله السلمان "إن لقاءات وكلاء الجامعات السعودية للشؤون التعليمية والأكاديمية الدورية برعاية واهتمام وزارة التعليم العالي لهو تعبير عن التزام الجامعات السعودية بتوطيد عرى العلاقات وصور التلاقي والاتصال وتبادل المشورة والخبرات فيما بينها في وطننا المعطاء". وأضاف "وهذا اللقاء له خصوصية كونه يعالج موضوعاً حساساً طالما اهتمت به جميع الجامعات بلا استثناء وهو موضوع السنة التحضيرية الذي يمس مستقبل أبنائنا الطلاب ومدى امتلاكهم للمهارات التي تؤهلهم لتحقيق ذواتهم وخدمة أنفسهم ومجتمعهم وتلبية إحتياجاته". وقال "فلنقف على هذه التجربة وتقويمها وبيان ما لها وما عليها بغية تحسين برامجها والارتقاء بها لخدمة الطلاب والمجتمع. ولعلنا بمحاور اللقاء المهمة وبالأوراق العلمية المتنوعة التي تحمل أفكاراً إبداعية وتمثل تجارب واقعية وتنقل خبرات حقيقية نغني هذا اللقاء ونعمق هذه الرؤى بمناقشات تثري الاجتماع للخروج بتوصيات عملية ومفيدة ترتقي ببوابة الجامعات ومفتاح المهارات ألا وهي السنة التحضيرية". وفي السياق ذاته قال د. عبدالعزيز بن عبدالرحمن الصويان وكيل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن للشؤون الأكاديمية "يستمد هذا اللقاء أهميته من أهمية السنة التحضيرية التي تسهم في إعطاء الطالب المهارات والتوجيهات اللازمة، التي تساعده على السير دراسياً في المجالات التخصصية المختلفة في الجامعة، وتعريف الطالب بمختلف التخصصات في الجامعة". وأضاف "كما يستمد هذا اللقاء أهميته من برنامجه المتكامل ومحاوره التي تم اختيارها بدقة، وعناوينه التي تم تحديدها بعناية، فهو يناقش النظام الأكاديمي للسنة التحضيرية، ونظام وتشغيل وإدارة السنة التحضيرية، ووظيفة ورسالة السنة التحضيرية، والتطوير والجودة في السنة التحضيرية، والتعلم الإلكتروني ودعم بنية المعرفة، والسنة التحضيرية والشركات المحلية والعالمية. كما يكتسب موضوع السنة التحضيرية أهميته كذلك من انعقاده في وقت تشهد فيه بلادنا نهضة تعليمية كبيرة، تتمثل بعض ملامحها في إنشاء الجامعات الجديدة وتطوير الأداء النوعي للجامعات القائمة، وهذا يتطلب منا دراسة كل عناصر العملية التعليمية، ومحاولة الوصول إلى معايير الجودة العالمية، ولما كان معظم الجامعات الجديدة يتجه إلى إقرار السنة التحضيرية والجامعات القائمة تبحث سبل تطويرها، فإن ذلك التوجه يوضح أهمية انعقاد هذا اللقاء في هذا التوقيت بالذات. ومن جانبه قال وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية د. محمد العوهلي في كلمة ألقاها "لا يخفى أن العملية التعليمية تمثل الركن الأساس في التعليم العالي الجامعي، وأن الاهتمام بها ودعمها يمثل توجهاً إستراتيجياً لوزارة التعليم العالي بتوجيهات ودعم مستمر من معالي الوزير، وذلك سعياً لتحسين نوعية التعليم العالي، وتحقيق الجودة في مخرجاته. وأضاف "حيث يعتبر التطوير المستمر لإمكانات عضو هيئة التدريس وتزويده بالمهارات والقدرات اللازمة حتى يتمكن بإذن الله من أداء الدور المحوري المنوط به في مجال التدريس والبحث العلمي وفي تطوير العمل الأكاديمي والإداري بشكل عام، أحد المنطلقات الأساسية التي بني عليها مشروع تنمية الإبداع والتميز لدى أعضاء هيئة التدريس". وأشار إلى أن الأمر لن يقف عند طرح الوزارة للمبادرات التنافسية بين الجامعات، بل يتعداه إلى مساندة بعض الجامعات لتهيئة المناخ الملائم للتطوير، وذلك من خلال عقد اللقاءات وورش العمل التدريبية الهادفة إلى تعزيز قدرات الجامعة في التخطيط، وتصميم البرامج التطويرية المختلفة. كما أن الوزارة ترحب دائماً بالمقترحات والمبادرات والأفكار التي تهدف إلى تطوير التعليم العالي وضمان الجودة فيه.