تختتم غدا الأربعاء مباريات المجموعة الثالثة في نهائيات كأس العالم 2010، المقامة حالياً في جنوب إفريقيا، بإقامة مباراتين في وقت واحد "الساعة 5:00 عصراً"؛ حيث سيلتقي منتخب الجزائر نظيره الأمريكي، فيما يتقابل منتخب إنجلترا مع نظيره منتخب سلوفينيا. الجزائر x أمريكا سيكون المنتخب الجزائري على موعد مع التاريخ عندما يلاقي نظيره الأمريكي، ويأمل المنتخب الجزائري بدخول التاريخ من خلال تأهله للمرة الأولى إلى الدور الثاني ويصبح ثالث منتخب عربي يحقق هذا الإنجاز بعد جاره المغربي عام 1986، والسعودية عام 1994، وسادس منتخب قاري بعد الكاميرون ونيجيريا والمغرب والسنغال وغانا، بيد أن إنجاز المنتخب الجزائري لن يتحقق إلا إذا تغلب على نظيره الأمريكي بفارق هدف أو هدفين وخسارة سلوفينيا أمام إنجلترا بفارق هدفين أو هدف على التوالي، أو خسارة إنجلترا أو تعادلها أمام سلوفينيا. وقد قدّم المنتخب الجزائري عرضين جيدين في مباراتيه الأوليين، بيد أنه خسر الأولى أمام سلوفينيا بهدف من خطأ فادح لحارس مرماه فوزي شاوشي، ثم انتزع تعادلا ثمينا من إنجلترا صفر- صفر في المباراة الثانية. ويأمل محاربو الصحراء بمواصلة عروضهم الرائعة والإطاحة بالولاياتالمتحدة من أجل تحقيق إنجاز رائع، فشل الجيل الذهبي للثمانينيات - بقيادة رابح ماجر وصالح عصاد ولخضر بلومي - في تحقيقه، أو بالأحرى حُرم من ذلك بسبب تواطؤ المنتخبين الألماني الغربي والنمسوي في الجولة الثالثة (الأخيرة). بيد أن مهمة المنتخب الجزائري لن تكون سهلة أمام الولاياتالمتحدة، التي برهنت بدورها على جديتها في بلوغ الدور الثاني للمرة الرابعة في تاريخها، وتعويض خيبة أمل مونديال ألمانيا 2006 عندما خرجت من الدور الأول. ويتعين على المنتخب الجزائري فك المشكلة التي يعاني منها في خط الهجوم؛ حيث لم يسجل سوى هدف واحد في مبارياته السبع الأخيرة، وتحديدا منذ تغلبه على ساحل العاج 3-2 في الدور ربع النهائي لنهائيات كأس الأمم الإفريقية في أنغولا، مطلع العام الحالي؛ حيث خسر بعدها أمام نيجيريا في مباراة المركز الثالث، وأمام صربيا وجمهورية إيرلندا بنتيجة واحدة صفر-3، وتغلب على الإمارات بهدف وحيد من ركلة جزاء، قبل أن يخسر أمام سلوفينيا ويتعادل مع إنجلترا. ويفتقد المنتخب الجزائري هدافا قناصا لهز شباك المنتخبات المنافسة، وهي مشكلة ليست وليدة الأعوام الأخيرة؛ بل على مدى تاريخ المنتخب الجزائري؛ لأنه بإلقاء نظرة عن هدافيه تاريخيا نجد أن أفضل هداف في تاريخه هو لاعب الوسط السابق عبدالحفيظ تصفاوت برصيد 35 هدفا فقط. ويبدو أن التغيير الوحيد سيتم من خلاله التضحية بلاعب وسط سوشو رياض بودبوز وإشراك مهاجم ايك أثينا رفيق جبور. في المقابل، لن يكون المنتخب الأمريكي لقمة سائغة أمام الجزائر بعد الأداء الهجومي الذي ظهر به في المباراتين أمام الإنجليز وسلوفينيا، خصوصا في مباراته الأخيرة عندما قلب تخلفه صفر-2 إلى تعادل 2-2. ويعول المنتخب الأمريكي على نجميه لاندون دونوفان وكلينت ديمبسي لزعزعة الدفاع المتكتل للمنتخب الجزائري بقيادة مجيد بوقرة ورفيق حليش.
إنجلترا x سلوفينيا يواجه المنتخب الإنجليزي خطر الخروج من الدور الأول للمرة الأولى منذ عام 1958 والثالثة في تاريخه بعد مونديال 1950 عندما يلتقي سلوفينيا على ملعب "نيلسون مانديلا باي" في بورت إليزابيث. ولم يظهر المنتخب الإنجليزي بوجهه الحقيقي حتى الآن؛ حيث قدّم عرضين مخيبين أمام الولاياتالمتحدة (1-1) والجزائر (صفر-صفر)، وبات مطالبا بالفوز على سلوفينيا لضمان تخطيه الدور الأول، في سعيه إلى تكرار إنجاز النسختين الأخيرتين عندما بلغ ربع النهائي، ولو أن الترشيحات وضعته بين المنتخبات المرشحة لإحراز اللقب. ولا تبعث الأجواء السائدة في المعسكر الإنجليزي على الارتياح بعدما ظهرت بذور "عصيان" من اللاعبين ضد المدرب الإيطالي فابيو كابيللو بسبب عدم إشراك لاعب الوسط جول كول في المباراتين الأوليين، وهي المسألة التي تقلق مخضرمي المنتخب، ومن بينهم قائده في تشلسي جون تيري، الذي اعتبر أن الأخير بإمكانه تقديم الكثير للمنتخب، إضافة إلى تذمر اللاعبين لإبقائهم ساعات طويلة داخل غرفهم بعدما كانوا يتمتعون بحرية أكبر مع المدربين السابقين الذين كانوا يسمحون لهم بالخروج بعد انتهاء التمارين، إضافة إلى منحهم المزيد من الوقت مع عائلاتهم. ويغيب عن المنتخب الإنجليزي قطب دفاع ليفربول جيمي كاراغر بسبب الإصابة على غرار مدافع توتنهام ليدلي كينغ للسبب ذاته، وسيحل مكانه مدافع وست هام يونايتد ماثيو ابسون كما أعلن كابيللو. في المقابل، تسعى سلوفينيا إلى مواصلة نتائجها الرائعة في مشاركتها الثانية في المونديال بعد الأولى التي منيت خلالها بثلاث هزائم. وتسعى سلوفينيا إلى دخول التاريخ بتأهلها للمرة الاولى إلى الدور الثاني، وهي تحتاج إلى نقطة واحدة لتحقيق ذلك.