أطلق مسلحون النار من سيارة كانوا يستقلونها مساء اليوم على النجل الأصغر "سارية" لمفتي سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون. وأكد مقربون لأحد الأنجال الآخرين للمفتي، ويدعى عبدالرحمن أن "سارية" في العناية المركزة، وهو يخضع للعلاج في أحد مشافي محافظة أدلب. وكان الشاب سارية في طريق عودته من جامعة إيبلا، التي تقع بين محافظتي حلب التي يسكنها ومحافظة أدلب المجاورة لها، وهو يدرس في هذه الجامعة في أحد تخصصات الاقتصاد، وقد فتح عدد من المسلحين النار على نجل المفتي وأصابوه بعدة رصاصات، عندما كان يقود سيارته وإلى جانبه أحد أساتذته "الأستاذ الجامعي محمد العمر"، الذي قتل على الفور، وفر المسلحون بحسب أهالي المنطقة ومقربون من المفتي حسون. وللمفتي حسون أربعة أبناء وهم على التوالي: أديب ومحمد وعبدالرحمن وسارية، ويوصف المفتي حسون عادة برجل الدين المعتدل، لكن معارضين إسلاميين يقولون إنه يتبنى خطاباً يتماشى مع مصالح السلطات السورية. وبحسب وسائل إعلام محلية شبه رسمية أوردت اليوم مقابلة مع المفتي العام لسورية قال فيها: "يجب أن نتنبه إلى أن الأمر "في سورية والمنطقة"، أبعد من أن يكون إصلاحات وطنية أو ديمقراطية أو تغيير حاكم أو تغيير نظام حكم". وأضاف: "القضية أبعد من هذا، والذي يستقرئ منذ العام 2000 حتى يومنا هذا، فإن ما حدث على أرض المنطقة يؤكد أن المخطط سائر بسرعة، وهو الآن أسرع من ذي قبل، ولكن يجب أن نتنبه وألا نقرأ الأحداث قراءة آنية بعيداً عن السياق التاريخي، وهذه مشكلة لدينا، إذ نعيش في التاريخ عندما نريد ونهمله عندما نريد". ويخشى السكان في محافظة حلب أن تشكل هذه الحادثة "إحدى رؤوس الفتنة" بحسب وصف بعضهم، في عاصمة الاقتصاد السوري التي تقع شمال البلاد على الحدود مع تركيا. وتشهد سورية منذ منتصف شهر مارس احتجاجات تطالب بإصلاحات سياسية وتنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن 2700 شخص قتلوا من جراء الإجراءات القمعية التي تتخذها السلطات السورية ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية.