سيسعى المنتخب الإسباني بطل أوروبا إلى أن ينفض عنه غبار ملعب "دوربن ستاديوم"؛ حيث تلقى هزيمة مفاجئة أمام سويسرا (صفر-1)، وذلك عندما يتواجه الاثنين مع هندوراس على ملعب "ايليس بارك" في جوهانسبرج ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثامنة لمونديال جنوب إفريقيا 2010. وستكون الفرصة متاحة أمام الإسبان لكي يعوضوا على حساب هندوراس المتواضعة نسبيا، على ألا تتكرر نتيجة مواجهتهما الوحيدة السابقة عندما تعادلا 1-1 في الدور الأول من مونديال 1982 على الأراضي الإسبانية. ويمكن القول إن رجال المدرب دل بوسكي لم يقدموا عرضا مخيبا أمام سويسرا على الإطلاق؛ لأنهم حاصروا منافسهم في منطقته، وحصلوا على الكثير من الفرص، إلا أن فريق سويسرا نجح من إحدى الهجمات النادرة في هز شباك مرمى الحارس ايكر كاسياس. وبدا دل بوسكي، الذي دخل إلى مونديال جنوب إفريقيا وهو يحمل على كتفيه عبئا بأنه يشرف على المنتخب الأفضل في العرس الكروي والمرشح الأوفر حظا للظفر باللقب، غاضبا من النتيجة التي حققها رجاله في المباراة الأولى، وقد عبّر عن ذلك دون أي تحفظ: "أنا غاضب. لا يمكننا القول سوى أنهم تغلبوا علينا، وهذا كل ما في الأمر. كرة القدم لا تعني السيطرة وحسب. كانت السيطرة لنا، أردنا أن نندفع نحو الهجوم، حصلنا على الفرص، لكننا افتقرنا إلى الفعالية. لعبوا متأخرين كثيرا، وحاولوا الاعتماد على الهجمات المرتدة. دافعوا بشكل جيد". ومن المؤكد أن دل بوسكي سيطلب من لاعبيه أن يضعوا المنتخب الهندوراسي المشارك في العرس الكروي للمرة الثانية فقط بعد 1982 تحت الضغط منذ البداية من أجل تجنب سيناريو مباراة سويسرا وافتتاح التسجيل باكرا؛ من أجل إراحة أعصاب جماهير "لا فوريا روخا"، خصوصا أنه لا بديل عن الفوز لأبطال أوروبا لأن بانتظارهم مباراة صعبة في الجولة الأخيرة أمام تشيلي. ومن المرجح أن يلجأ دل بوسكي إلى إشراك مهاجم ليفربول الإنجليزي فرناندو توريس منذ البداية ليلعب إلى جانب مهاجم برشلونة الجديد دافيد فيا، وذلك بعد أن جلس على مقاعد الاحتياط حتى الشوط الثاني في المباراة الأولى أمام سويسرا بسبب عودته مؤخرا من الإصابة. وتلقى دل بوسكي أخبارا مطمئنة عن لاعب وسطه اندريس انييستا ومدافعه سيرجيو راموس اللذين تعرضا للإصابة خلال مباراة سويسرا، وسيشاركان في مباراة غد، كما من المرجح أن يبدأ صانع ألعاب آرسنال الإنجليزي فرانسيسك فابريغاس المباراة بعد أن اكتفى بالجلوس على مقاعد الاحتياط في المباراة الأولى.
سويسرا x تشيلي سيكون المنتخب السويسري أمام فرصة حسم تأهله إلى الدور الثاني للمرة الثانية على التوالي والسادسة في تاريخه عندما يخوض اختبارا ناريا أمام نظيره التشيلي على ملعب "نلسون مانديلا باي" في بورت اليزابيث. وسيكون بإمكان رجال هيتسفيلد أن يحصلوا على إحدى بطاقتي المجموعة بغض النظر عن مباراتهم الأخيرة مع هندوراس، إلا أن هذا الأمر لن يكون سهلا أمام المنتخب الأمريكي الجنوبي المنتشي بتحقيق فوزه الأول في نهائيات العرس الكروي منذ عام 1962، وذلك بفضل الهدف الذي سجله جان بوسيجور في مرمى هندوراس. ويأمل المنتخب الأوروبي أن يفك عقدته أمام نظرائه من أمريكا الجنوبية؛ حيث لم يفز عليهم خلال النهائيات في أربع مناسبات، وسيفتقد المنتخب السويسري كثيرا جهود مدافعه الصلب فيليب سنديروس الذي أُصيب أمام إسبانيا، وسيبتعد على الأقل عن مباراتي تشيلي وهندوراس لينضم بالتالي إلى القائد الكسندر فراي الذي أُصيب عشية انطلاق النهائيات والجناح فالون بهرامي الذي يعاني إصابة في فخذه. لكن من المرجح أن يعود فراي إلى التشكيلة الأساسية ابتداء من مباراة غد بعدما عاود تمارينه مع زملائه، علما بأنه كان هناك إمكانية أن يغيب عن النهائيات كما حصل معه خلال كأس أوروبا 2008 التي استضافتها بلاده مع النمسا؛ حيث أُصيب في المباراة الأولى أمام تشيكيا، ولم يتمكن من المشاركة في المباريات الأخرى. ويأمل هيتسفيلد ألا يتأثر دفاع منتخبه بغياب سنديروس، وأن يحافظ على سجله الرائع، وفي حال نجح في المحافظة على نظافة شباكه أمام تشيلي سيحطم الرقم القياسي من حيث عدد المباريات دون أن تهتز شباكه، الذي تقاسمه في الجولة السابقة مع إيطاليا (1990). وستكون المباراة مواجهة مميزة بين هيتسفيلد والمدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا الذي يعود له الفضل في تأهل تشيلي إلى النهائيات بعد غياب 12 عاما حين تأهلت إلى الدور الثاني في مونديال 1998 بفضل الثنائي الرائع مارسيلو سالاس وايفان زامورانو. ويعتمد المدرب الأرجنتيني الملقب بالمجنون على ثلاثي الفريق الشاب غاري ميديل (22 عاما) لاعب وسط بوكا جونيورز الأرجنتيني، وماتياس فرنانديز (23 عاما) لاعب وسط سبورتينغ لشبونة البرتغالي الأنيق، ومهاجم أودينيزي الإيطالي النشيط الكسيس سانشيز (21 عاما). ويُضاف إلى الوجوه الشابة هومبرتو سوازو مهاجم ريال سرقسطة الإسباني وهداف بلاده في التصفيات برصيد 10 أهداف، الذي استعاد عافيته بعد شفائه من الإصابة في قدمه اليسرى.