نشرت المجلة الأوروبية للمسالك البولية، بحثاً قيماً قدمه فريق من قسم جراحة المسالك البولية بمستشفى الملك عبدالعزيز بمكة، والمكوّن من استشاري المسالك البولية الدكتور عاطف كاتب، والإخصائيين الدكتور محمد العدوي والدكتور باسم دقاق، والممرضة أماني بخش، والبحث عن مرض نادر يسمى "غرغرينا فورنير" على مدى السنوات الثلاث الماضية. حيث لاحظ فريق البحث أن هذا المرض منتشر في مرضى المستشفى بنسبة أكبر من المعدلات العالمية، ونشرت مجلة أوروبية أخرى 19 حالة على مدى عشرين سنة بينما تم تسجيل 20 حالة بالمستشفى خلال الفترة المشار إليها، وهذا المرض الخطير يبدأ بالتهاب موضعي في الأعضاء التناسلية للرجال ثم يمتد إلى التهاب خلوي فغرغرينا مدمرة لكل الأنسجة وأعضاء الجسم المجاورة بحيث لا ينفع معها الأدوية والحقن وإنما التدخل الجراحي.
ويستأصل الجراحون كل الأنسجة المتموتة، لكي لا يعود مرة أخرى وينتشر في الجسم، وقد يحتاج المريض لدخول العمليات أكثر من مرة والبعض يحتاج إلى العناية المركزة بسبب شدة الالتهاب والإنتان الدموي والصدمة الجرثومية وربما يتوفى المريض كما هو مسجل بالكتب الطبية في 16 % - 40 % من الحالات، وما قدمه فريق البحث هو الجدية في العلاج للحالات حتى وصلت نسبة الوفيات إلى صفر %.
وتوصلوا إلى إنجاز طبي ونجاح جراحي ومتفوقين على المراكز العالمية الأخرى التي قدمت أوراقها وأبحاثها العلمية من ألمانيا والنمسا وتايوان في معالجة غرغرينا فورنير، وبين الدكتور عاطف كاتب أن الالتهاب يبدأ بجرح في منطقة العانة عند الذكور غالباً أو خراريج صغيرة أو جروح بسبب شفرات الحلاقة، حيث تتسرب الميكروبات والجراثيم من خلالها.
وما يزيد الأمر تعقيداً هو وجود مرض سكري غير منتظم أو تردي مستوى النظافة الشخصية، خاصة في موسم الحج والعمرة، حيث يكون الإجهاد البدني أكثر والتعرق شديداً وربما لا يعير المريض لجسمه تلك العناية ولا يضبط مستوى السكر في الدم ولا يستخدم المساحيق المقللة للاحتكاك بين الفخذين، ولا يعرض نفسه في الوقت المناسب للطبيب.