تحت أنظار الآلاف من عشاق رياضة المحركات الذين غصَّ بهم "الفوروم دي بيروت" مساء الجمعة الماضي، أحرز اللبناني فراس خداج لقب "ملك الانجراف" إثرَ فوزه في نهائيات "ريد بُل كار بارك دريفت" التي استضافتها العاصمة اللبنانية كما حقق البطل السعودي سعيد الموري المركز الثالث، وذلك برعاية وزير الشباب والرياضة علي عبدالله وحضوره، وبالتنسيق والتعاون مع النادي اللبناني للسيارات والسياحة، بعد تصفياتٍ شملت مختلف دول المنطقة. وفي ليلةٍ صاخبة اختلطَ فيها هديرُ المحركات القوية بصوتِ احتكاك الإطارات الحامية بأرضيةِ مسارٍ متعرِّج، خاض 14 من أفضل السائقين في الشرق الأوسط منافسةً محتدمة للفوز بلقب ملك الانجراف من بينهم ثلاثة أبطال سعوديين. وتوالت مراحل الحدث الرياضي المميز، بجولاتٍ استعراضية لم تخلُ من السرعة والإثارة والتشويق، وهي المشاعر التي اختبرها الوزير عبدالله في الجولة الاستعراضية التي رافق فيها بطل لبنان والشرق الأوسط لسباقات السرعة عبدو فغالي في سيارته. واعتمد السائقون في الدرجة الأولى على مهاراتهم في استعمال الفرامل اليدوية ودخول المنعطفات بأروع الطرق وأكثرها دقّة. وحاول كلٌّ منهم إبراز أسلوبه الخاص بالقيادة، بعدما عمل على صقلِ الشكل الخارجي لسياراته بما يحظى بإعجاب المشاهدين وينال استحسان الحكام. وتولَّت لجنة من خبراء رياضة المحركات وأبطال الراليات وسباق السيارات التحكيم ووضع النقاط المناسبة لأفضل عروض الانجراف، فيما عمل سائق ريد بُل عبدو فغالي على تنظيم الانطلاقة. وضمّت لجنة التحكيم من بطل ريد ُبل الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، والسيد موريس صحناوي المعروف ب"باجيرا"، وسائقة الرالي القطرية السيدة ندى زيدان، ومدير الجمعية العُمانية للسيارات السيد أنور صومار، وممثّل النادي اللبناني للسيارات والسياحة السيد غابي كريكر. وقد أخذت اللجنة في الاعتبار فنَّ الانجراف بنسبة 75 %. أما النسبة المتبقية، فتوزّعت بين 15 % لشكل السيارة و10 % لدخان الإطارات وتشجيع الجمهور. السائقون الأربعة عشر بدأوا بالانطلاق في سياراتهم توالياً منذ الثامنة مساءً، لترتفع شيئاً فشيئاً وتيرة الحماسة لدى الجماهير مع توالي الجولات. وبعد حوالي الساعتين من العروض الشيّقة والمثيرة، حصد فراس خداج في سيارتِه "بي أم دبليو" أكبر عددٍ من النقاط، لينتزع لقب "ريد بُل كار بارك دريفت"، ويتربّع على عرش فنون الانجراف في الشرق الأوسط. وعاكس الحظ السائق البحريني سلمان محمود عبدالله محمد الذي بلغ المرحلة النهائية "الفاينل فور"، وانسحب بسبب عطلٍ طارئ أصاب سيارته، بعدما كان من أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب. ووسطَ أجواء احتفالية، سلَّم الوزير عبدالله الجوائز للفائزين الثلاثة الأوائل، الذين اعتلوا منصة التتويج الذي ضمت البطل السعودي سعيد الموري الذي جاء في المركز الثالث بسيارته "ميتسوبيشي إيفو 10" خلف اللبناني "رافي كيفورك"، أمام حشدٍ من الجماهير التي حضرت من مختلف المناطق اللبنانية والدول المجاورة لمواكبتهم وتشجيعهم. وأعرب الموري عن فرحه بإحراز اللقب الإقليمي، مشيداً بحسن التنظيم الذي رافق الحدث. وجاءت النسخة الثالثة من "ريد بُل كار بارك دريفت"، التي أُقيمت بالتعاون مع هانكوك للإطارات والمؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشونال، لتعطيَ المسابقة بعداً إقليمياً، بعدما شملت التصفيات قطر وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت وإيران والبحرين وسوريا والأردن، إضافةً الى لبنان.