وصف عضو مجلس الشورى، عساف أبو اثنين، طريقة وزارة الحج بتأخر تسليم المواقع للحملات بأنها "عثرة أمام تطوير وتنظيم المخيمات والسكن في مشعر منى". وقال أبو اثنين في حديثه ل"سبق" إن لجنة الحج العليا حريصة على إنجاح موسم الحج، وذلك لا يتم إلا بتكاتف الجهات المعنية، وتعاونها مع حملات الحج وشركات الطوافة، خصوصاً بعد أن تم ربط الحج بتصريح مرتبط بحملة.
وأضاف: "نقل لي أصحاب الحملات أنهم يواجهون مشكلة في توقيت تسلم المواقع، ففي منى لم يتسلموا إلا في وقت حرج ومتأخر جدا، وفي مزدلفة لم يُسلم لهم الموقع إلا في ليلة عرفة، وهذه السلبيات تقف حجرة عثر أمام التنظيمات التي تنشدها الدولة".
وتابع عساف: "في الموسم الماضي كان هناك مشكلة في الحج الكل يعرفها، وهي مشكلة تحرك القطار من عرفات، إضافة إلى وجود حجاج في الحملات غير منتظمين، وكذلك مئات الأشخاص لا يحملون تصاريح رسمية، وهؤلاء كانوا عقبة في الطرق وفي الممرات، والخدمات والنظافة، وفي إعاقة سيارات الإسعاف، ولكن في حج هذا العام، ومع التنظيم الجديد الذي عملته الدولة، وكانت حريصة وشديدة في الإجراءات، لذلك عندما وصل الحجاج إلى منى في يوم التروية وجدوا الطرق منظمة والخدمات ميسرة، والحجاج المنظمون اتجهوا مباشرة إلى مخيماتهم بسهولة، وكذلك في محطات القطار يصعد الحجاج بطريقة سهلة، وفي الجمرات رأينا انسيابية في العبور والرمي دون تدافع وازدحام أيضا، وهذا بفضل الله، ثم بفضل التنظيمات الكبيرة".
وساق عضو الشورى مشكلة المتسولين والمفترشين، مشيرًا إلى أنه "أثناء انصراف الحجاج من رمي الجمرة الكبرى هناك جمع غريب لمتسولين، ومن أشكالهم يظهر أنهم غير سعوديين، وهم بالتأكيد متخلفون، وجاءوا إما من مكةالمكرمة، أو نقلوا بطريقة معينة حتى يظهروا أمام الناس أنهم بحاجة إلى المساعدات".
واستدرك: "لا يمنع الإنسان أن يتصدق في مثل هذه المناسبات الدينية، ولكن لا نسمح لهذا المتسول أن يقف في طريق الناس، ويعيق المرور، ويفسد الحج، وينقل صورة سيئة عن المملكة".
وأضاف: "هناك ملاحظة أخرى بسيطة أسوقها للقائمين على الحج، وهي قلة النظافة، حيث تتراكم النفايات في بعض الأحيان لفترة محدودة قبل أن يتم إزالتها بشكل سريع، وطبيعي أن يحدث هذا في أي تجمع بشري كثيف في العالم، وأتمنى ملاحظة هذا الشيء لتجنبه في السنوات القادمة".
وأبدى "عساف أبو اثنين" سروره حول قرار خادم الحرمين الشريفين بتشكيل لجنة يرأسها وزير الحج لوضع إستراتيجية تطوير لمدة 25 سنة مقبلة، مشيرًا إلى أن هذا القرار كفيل بتحسين وتنظيم الوضع القائم.
وذكر "أبو اثنين" أن "الدولة نجحت هذا العام في حجز الحجاج غير المرتبطين بحملات، على الرغم من تسلل عدد منهم إلى المشاعر، ولابد أن يتم القضاء على هذة الجزئية في الحج القادم، ومن لا يستطيع أن يدفع للحملات تكلفة الحج فليلتحق بالحملات الخيرية، هناك مثلاً "الراجحي" الذي استضاف هذا العام أكثر من 5000 حاج، وحملات خيرية أخرى يتكفل بها فاعلو الخير".
وحول الأفكار التطويرية التي تدور بذهنه وهو يتنقل بين المشاعر قال "عساف أبواثنين عضو مجلس الشورى: "نحن في مجلس الشورى لدينا أمانة حملنا إياها، ولابد أن نكون صادقين في نقل الرسالة لطرحها ودراستها، وأنا بدوري أرفع دائماً الملاحظات للمسؤولين بالصور، ومن بين المشاهدات التي أتمنى العمل عليها القضاء على ظاهرتي الافتراش والتسول نهائياً، وكذلك تعميم أبراج التأمينات الاجتماعية على سفوح الجبال بشكل رأسي في مشعر منى بدلاً من المخيمات، لتصبح الحركة سهلة في بطن الوادي، إضافة إلى تقسيم الحجاج، وتفويجهم إلى الحرم لتأدية طواف الوداع بساعات معينة أسوة بتنظيم القطار".