أكد أكاديمي وباحث متخصص في تقنية المعلومات أن عصر المجتمع المعرفي هو عصر نهايات الاتصال المعروف، وأصبح مجال تنافس بين الأمم للاستفادة من المحيطات الكبيرة وعوائدها الاقتصادية الضخمة، وأن الدول المتقدمة التي تعتمد بشكل رئيسي على ما يطلق عليه الاقتصاد المعرض الذي يقوم على إدارة المعلومات وتوفيرها ونشرها المستخدمين بأشكال تتلاءم مع الاستخدامات المتنوعة لها ، حيث في بعض الإحصائيات يشكل قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات المصدر الأساسي للدخل العام . وأوضح الدكتور فهد اللحيدان مدير مكتب النهج للاستشارات وتقنية المعلومات في محاضرة عنوانها (التطبيقات الحديثة لتقنية المعلومات وآثارها الاجتماعية) واستضافها (منتدى العُمري الثقافي) بمقره في حي الفلاح بالرياض أنه في الولاياتالمتحدة ينتج هذا القطاع خمسين في المائة من الدخل القومي وخمسين في المائة من الوظائف يتبع لها القطاع وفي الدول المتقدمة الأوروبية يصل إلى أربعين في المائة من الدخل. وبدأ المحاضر حديثه بتعريف تقنية المعلومات، وقال إنها من المفردات الحديثة في اللغة العربية، وحسب تعريف مجموعة تقنية المعلومات الأمريكية فإنها تعني دراسة وتصميم وتطوير وتفعيل ودعم وتسهيل أنظمة المعلومات التي تعتمد على الحواسيب بشكل خاص، مضيفاً أن هناك فرق بين تقنية المعلومات وعلوم الحاسب الآلي ، فتقنية المعلومات هي إدارة المعلومات بشكل شامل وقد التصقت حديثاً بهدف الكلمة المفردة كلمة الاتصالات ، وينطوي تحت قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات جميع الأنشطة المتعلقة بالحاسب وأنواع الاتصالات الحديثة كالأقمار الصناعية، والألياف الزجاجية المعتمدة تحت البحار والمحيطات. وأوضح اللحيدان إن كلمة تطبيقات تعني البرامج وهي تتم بشكل شامل مثل البرامج التي نراها في حياتنا العادية في الإدارات الحكومية وغيرها ، ونرى أن الأنظمة التي تعمل على الحاسب الآلي تسمى تطبيقات إدارية الكترونية ، مشيراً إلى أن البرمجيات المرتبطة بالانترنت كالمتصفحات ، والبريد الالكتروني ، والتقنية ، أو ما يسمى البالتوك هذه كلها أمثلة جاءت مع الانترنت في بداية نشوئها. وتطرق إلى التقنيات الموجودة في أهم هذه العصور المختلفة هو العصر الحجري، أو عصر الصيد والقنص ، ثم العصر الزراعي ، فالعصر الصناعي ، وصولاً إلى العصر الحالي وهو العصر المعلوماتي أو المعرفي ، مشيراً إلى أن الإنسان كان يعتمد على الصيد ثم الزراعة ، وانتقل إلى الصناعة لتلبية المتطلبات الحياتية ، حيث بدأ العصر الصناعي في القرن الثامن عشر ، وشهد الانتقال من استخدام الآلات اليدوية البسيطة ، وبدأ استخدام الآلات البخارية وآلات المصانع المعقدة ، ثم بدأ استخدام الكهرباء ، وكان هذا انطلاق جيد في العصر الصناعي وباستخدام المحركات الصغيرة والكبيرة ومصانع الفولاذ ، واستكشاف المواد الطيبة الكيميائية الحديثة وغيرها. وأبان الدكتور فهد اللحيدان أن عدد مستخدمي الشبكة العالمية " الانترنت " في العالم وصل إلى بليون وسبعمائة مليون مستخدم ، موضحاً أن نصيب الشرق الأوسط فقط سبعة وخمسين مليون مستخدم ، بينما الولاياتالمتحدةالأمريكية نصيبها مائيتين وأثنين وخمسين مليون مستخدم ، أي أن عدد مستخدمي الانترنت اليوم يبلغ عدد ثلث سكان الكرة الأرضية . وقال إن المملكة قبل عدة سنوات أقرت الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات، وتم إنشاء وزارة أخذت على عائقها الإشراف والمتابعة لتنفيذ هذه الخطة المطروحة، وهناك جهود حثيثة تشكر عليها الجهات الحكومية في سبيل الوصول إلى أهداف الخطة، ومجلس الوزراء يطلب تقارير كل ستة أشهر من الجهات الحكومية لمعرفة ما تم تنفيذه وهناك ميزانية طموحة لدى وزارة المالية لتقنية المعلومات والاتصالات بلغت ثلاثة مليارات ، وأن الشبكات الاجتماعية تنمو مع الوقت والزمن وبالتالي هذه تغذي لدى بعض الأشخاص حب التكاثر في الأصدقاء. ولفت إلى أن أول نشأة للشبكات الاجتماعية كان في شخص أسمه راندي كرنز كان يعمل مع أصدقائه وكان بينهم علاقة جيدة أثناء الدراسة، وتفرقت بهم سبل الحياة ففطن أن عمل موقع معين بغض النظر عن مواقعهم الحالية ومن هنا بدأت فكرة الشبكات الاجتماعية ، وأن لها عدة أنواع ، مبيناً أن لهذه الشبكات أنواع ، وأن منها ما هو مهني وفي بعضها مواقع تكون خاصة بالقضايا العائلية ، وهناك شبكات ثقافية محددة تركز على موضوعات معينة مثل الآثار ، والأدب، والشعر الخ ، وهناك الشبكات العامة مثل (الميت فيس) ، و(الفيس بوك). كما تطرق الدكتور اللحيدان إلى أسباب انتشار هذه الشبكات ، فقال : إنه الرغبة في الإكثار من الأصدقاء وقد تكون العزلة الاجتماعية أحياناً ، والرغبة في التعبير وإبداء الرأي . ثم تحدث عن (الفيس بوك) ، و(ميت فيس) وقال انها منتشرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية أكثر من غيرها، وعن شبكة صينية محدودة ولكن هي ليست عالية ، ثم تحدث عن مواقع بعض أصحاب الفضيلة المشايخ ، مثل موقع الشيخ بن باز وأبن عثيمين -رحمهما الله- والشيخ محمد العريفي.