صفق الإيطاليون لنغمات الرقصات الشعبية في مدينة روما التي شهدت أمس الثلاثاء، احتفالاً ضخماً بالعلاقات الثنائية بين المملكة والجمهورية الإيطالية في ساحه "بياتزا ببلو"، وهي من أكبر الساحات في العاصمة روما. وحصل مسؤولو السفارة السعودية على تصريحٍ بإقامة الفعاليات على هذه الساحة لمدة خمسة أيام متتالية احتفالاً بعلاقاتٍ دولية استمرت 80 عاماً برعاية وتنظيم من وزارتَي الخارجية والثقافة والإعلام بهدف عرض تراث وثقافات وفنون المملكة على نظرائهم الإيطاليين.
وافتتح وكيل وزارة الخارجية للشؤون التقنية الأمير محمد بن سعود، فعاليات الاحتفال، أمس، بحضور وكيل وزارة الثقافة الايطالية ووكيل وزارة الثقافة والإعلام والعلاقات الدولية الدكتور عبد العزيز الملحم، وسفير خادم الحرمين الشريفين في إيطاليا صالح الغامدي، وعدد كبير من قيادي الوزارتيْن والسفارة هناك.
وعلى الرغم من أن الاحتفال كان مقصوراً على كِبار الشخصيات والوفود المشاركة والمدعوين إلا أنه شهد كثافة حضورٍ كبيرة من الإيطاليين المثقفين والدبلوماسيين على السواء وأصحاب القرار، كما حضر الحفل 17 مبتعثاً من مبتعثي برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي.
وقدمت الحفل الإعلامية إيمان الرجب ممثلة عن التلفزيون السعودي ثم بدأ الحفل بكلمة للسفير "الغامدي" تحدّث فيها عن العلاقة الوطيدة التي تربط المملكة بشقيقتها إيطاليا.
وتحدث "الملحم" عن الاحتفال بالعلاقة الطويلة بين المملكة وإيطاليا، وتطرق الملحم في كلمته إلى التطور الكبير في التبادل الثقافي بأنواعه كافة.
وبدأت الفقرة الثانية وهي عبارة عن لوحات غنائية قدّمها عددٌ من الفنانين السعوديين برفقة موسيقيين محترفين من جميع مناطق المملكة، ه:م حسن آل خيرات، ومحمد البنا، وعيدروس العيدروس.. وقدّم كل فنان لوحة غنائية تحكي تراثاً أو فولكلوراً.. واختتمت اللوحات بأغنية وطنية بصوت "العيدروس".
وتفاعل الحضور بشكلٍ لافتٍ وكبيرٍ أمام الرقصات الشعبية من العرضة والخطوة الجنوبية والسامري والخبيتي والمجرور، ووقف الحضور من الإيطاليين مشدوهين أمام الموسيقى والمواويل الشعبية والملابس التراثية المستخدمة في أداء الرقصات.
وعند انتهاء حفل الافتتاح اتجه المدعوون إلى زيارة أقسام الاحتفال كالمتحف الذي عرضت فيه لوحات مختلفة عن مناطق المملكة، إضافة إلى بعض الآثار والمجسمات الإسلامية والعملات القديمة.
كما زار المدعوون أقساماً أخرى مثل الخيمة الشعبية التي قُدمت فيها التمور بأنواعها والقهوة العربية، كما أُقيم استديو تصوير لتصوير الايطاليين باللباس السعودي وقد وجد تفاعلاً ضخماً من الحضور.
وحرصت الوزارتان على أن يكون حفل الافتتاح متاحاً للجميع بأفضل السبل، فقد وفّرت شاشات ضخمة في مناطق متفرقة من مقر المهرجان؛ ليتسنى للمهتمين والمارة مشاهدة الاحتفالات صوتاً وصورةً أمام البوابة؛ ما دعا الكثيرين من الإيطاليين إلى التجمُّع أمام مقر المعرض لساعات طويلة حتى انتهائه.
ولم تدخر الجهات المنظمة جهداً في إضافة اللمسة الروحانية والوطنية على المعرض حتى يصبح معرضاً متكاملاً يحمل رسالة واضحة يصل بها للزائرين والمدعوين من الجانب الآخر.
وأحدث تأخُّر تشغيل السلام الوطني الإيطالي ارتباكاً بين الحضور، وخصوصاً من الجانب الإيطالي حيث تم تشغيل السلام الوطني السعودي قبل الإيطالي الذي تمّ التعامل معه بالبروتوكول المعهود إلا أن الحضور فُوجئوا بعدم تشغيل السلام الوطني الإيطالي نتيجة خطأ تنظيمي غير مقصود من قِبل الجهة المنظمة للمعرض.
وبعد انتهاء مراسم الحفل تم استعراض النشيد الوطني الإيطالي في تصرُّف خارجٍ عن البروتوكول الدبلوماسي المتعارف عليه.
واستغرب الوفد الإعلامي المرافق وبعض الحضور من تصرف السفير "الغامدي" في إلقاء كلمته الافتتاحية باللغة الإنجليزية التي تُرجمت صوتياً إلى اللغة الإيطالية، ولم يتطرق لطرحها باللغة العربية بشكلٍ شخصي أو عن طريق المترجم رغم أن المناسبة تحاكي في طبيعتها تراث المملكة وثقافتها التي تتضمن لغتها التي تتعامل بها.