شيَّع العشرات من أهالي مركز السيل الكبير جثمان شهيد الواجب الوكيل رقيب مشعل بن سعيد الثبيتي إلى مثواه الأخير بمقبرة "الثوابية"، بعد أداء صلاة الجنازة عليه بالجامع الكبير بالسيل، عقب صلاة العشاء مساء أمس، بحضور مدير إدارة مخدرات الطائف العميد عمر القرشي، وعدد من المسؤولين. وكان وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف قد وجه في وقت سابق بنقل "الثبيتي" من مستشفى الملك فيصل بالطائف، للعلاج في مستشفى قوى الأمن بالرياض، إثر تعرُّض رجلي أمن من إدارة مكافحة المخدرات بمدينة الطائف للطعن والدهس والسحب بالسيارة، في أثناء عملهما الرسمي للقبض على متعاطي مخدرات بحي الصناعية كان في حالةٍ غير طبيعيةٍ وقت الجريمة، حيث قاوم رجال الأمن بكل شراسة، وتسبب في قتل رجل الأمن "الثبيتي" وهو يؤدي واجبه الوطني.
وفي التفاصيل التي نشرتها "سبق" بتاريخ 9 ذي القعدة 1434ه، توجَّه الملازم أول "ر. ن" والوكيل رقيب "الثبيتي" للقبض على المتعاطي بعد إثارته للفوضى والمشكلات وهو في حالة غير طبيعية داخل الحي، وعندما همَّا بالقبض عليه سدَّد طعنةً بسكين كانت بحوزته للملازم، وأصابه في يده اليمنى، محاولاً الهرب بسيارته.
كما دهس الوكيل رقيب مشعل الثبيتي وهو ممسك به، وسحبه على الأرض أمتاراً عدة، ما سبَّب له كسوراً متعددة في الرقبة وكسراً في الكتف، وكسراً في الصدر، وكسوراً في أربعة أضلاع بالصدر، وكسراً في الأنف، ونزيفاً رئوياً خطيراً، وكدمات متعددة في أنحاء جسمه وسحجاتٍ خطيرة في الأرجل، ونقل للمستشفى في حالةٍ صحيةٍ سيئةٍ جداً، لقسم الطوارئ بمستشفى الملك فيصل بالطائف.
ووجه وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بنقله بطائرة خاصة لمستشفى قوى الأمن بالرياض، لكنه توفي بعد محاولات لإنقاذ حياته من الطاقم الطبي.
ووصل مغرب أمس الأحد الجثمان على طائرة خاصة بأمر من وزير الداخلية لمطار الطائف، وكان في مقدمة الحضور مدير إدارة مخدرات الطائف العميد عمر القرشي وعدد من المسؤولين وزملائه الذين شاركوا العشرات من أهالي منطقة السيل الصلاة عليه، بعد أداء صلاة العشاء بالجامع الكبير.
ووقفت "سبق" على جريمة القتل الغادرة، التي تعرض لها شهيد الواحب رجل الأمن "الثبيتي"، حينما غادر منزله بمنطقة السيل على قدميه، بعد وداع أهله، وسبعة من أطفاله أكبرهم "مشاري" بالمرحلة المتوسطة، وعاد إليهم محمولاً على الأكتاف جثة، وسط حزن وألم عميق تأثر به الحضور أثناء الدفن وتقديم العزاء، ووسط تساؤل نجله: بأي ذنب قُتل أبي؟!