قال سكان من حي جو في العزيزية بالرياض إن طفح مياه الصرف الصحي المتسربة إلى السطح يهدد الحي بعد أن تغلغل إلى عدد من الخزانات واختلط بمياه الشرب فيها، فضلاً على وصوله إلى التمديدات الكهربائية، مما ينذر بكارثة بيئية وخطر مميت لسكان الحي، في ظل غياب مشروع الصرف الصحي وتأخر شفط المياه عن طريق "الصهاريج". وقامت "سبق" بجولة ميدانية في الحي بدعوة من السكان، رصدت خلالها أزمة الحي مع مياه الصرف بعد أن طفحت للسطح مكونة مستنقعات من المياه الراكدة الناقلة للمرض والروائح الكريهة، والتي تسربت عبر أسوار المنازل.
وقال إمام مسجد الحي الشيخ إبراهيم الخضير ل"سبق": إنه استبدل بخزان منزله الأرضي آخر من "الفيبر" بعد أن تسربت المياه الملوثة واختلطت بمياه الشرب، موضحاً أن مياه الصرف الصحي تسببت أيضاً في حدوث هبوط في البلاط داخل حوش منزله، حيث تكبد خسائر مادية كبيرة حتى يصلحه، وليس هذا فحسب، بل إن الطفح وصل للتمديدات الكهربائية، ما يتسبب دائماً في حدوث التماسات كهربائية عند ملامسة الجدران في عدد من منازل الحي.
وذكر المواطن علي يحيى مدير إحدى المدارس في حي العزيزية، وهو أحد سكان حي "جو"، أنه قام بعمل إصلاحات في منزله كلفته 18 ألف ريال بعد أن تسببت مياه الصرف الصحي المتسربة في حدوث تلفيات وهبوط في أرضيات "الحوش"، لافتاً إلى أنه قام بإصلاحات للخزان الأرضي كلفته 20 ألف ريال لمنع تسرب مياه الصرف الصحي الملوثة إلى داخله واختلاطها بالمياه الصالحة للشرب، وقال إن المعاناة تزداد يوماً بعد يوم، حيث أصبحنا نخاف على أطفالنا من الصعق الكهربائي بعد أن وصلت المياه إلى التمديدات الكهربائية وبعض "البكسيات".
وأضاف المواطن أحمد مبارك أنه تكبد خسائر مادية كبيرة تقدر بحوالي 18 ألف ريال لإصلاح الهبوط الذي أحدثه تسرب مياه الصرف في منزله، وقال إن الروائح الكريهة تلاحقهم داخل منازلهم، بل أصبحت مستنقعات الصرف في شوارع الحي ناقلاً رئيسياً للمرض وبؤرة خصبة لتجمع الحشرات.
وتابع بأن الصهاريج الخاصة بالشفط تقوم بشفط مياه الصرف مرة كل أسبوع من المنازل التي يقوم أصحابها بالمطالبة، أما الشقق المؤجرة وغيرها فتبقى أكثر من أسبوع، وهذا ما جعل المياه تتسرب للخارج مشكلة مستنقعات ومشكلات كبيرة لسكان الحي.
ولفت السكان إلى مناشدة الجهات المعنية التدخل العاجل لإنقاذ حيهم من كارثة بيئية والعمل على إكمال مشروع الصرف الصحي في الحي، والذي مضى عليه أكثر من ثلاث سنوات، وتخصيص يومين في الأسبوع لشفط المياه عن طريق الصهاريج المخصصة لذلك، حتى لا تطفح المياه الملوثة وتختلط بمياه الشرب عبر الخزانات الأرضية، والتسبب في حدوث هبوط في الأرضيات بمنازلهم، وأيضاً حتى لا تصل إلى التمديدات الكهربائية، التي باتت تهدد حياة أطفالهم بالصعق الكهربائي.