أطلق الشاعر الدكتور محمد العمري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد بأبها، قصيدة بعنوان "قالت لحاسدها"، بمناسبة احتفال المملكة العربية السعودية باليوم الوطني. ونالت القصيدة الجديدة قبولًا كبيرًا لقوة تشبيه الشاعر وجزالة الكلمة التي تحكي عن هذا الوطن وقيادته وشعبه.
قالت لحاسدها : بالغيظ مت كمدا هاهم يزيدونني حبا فزد كبدا قداسة النور يا مغرور غالبة: النار والحطب المحمول والمسدا ولجة الحب في الأعماق باقية فارحل وخذ معك الأمواج والزبدا ارحل بليلك واغرق في غياهبه إن النهار على أهدابنا سجدا دعني هنا فالغد الكبار يملؤني عزما بيومي وأمسي جاء متقدا دعني فإن ارتواء الطين ألهمني خلق الحياة إذا ما قاحل وأدا دعني فإن ثرى ذي الأرض ليس به شبر لمن خان "سرب الطين" وانفردا دعني فإن "عداء الريح" علمني أن أحلب المزن غيثا كلما نهدا وأن أزخرف من آهات سانيتي الحقل والأفق المبتل والغيدا وأن أعلق في أهداب سنبلتي سراج "أمسي" لأبقي للحياة "غدا" قالت وقد مشطت ما كان منسدلا من المساء وحلت منه ما انعقدا ما كنت يا حاسدي والله ناقضة غزلي لأني غزلت الروح والجسدا وبيعة الروح للأجساد يكلؤها "شيء" من الله فينا ينفث المددا وكيف ننقضها والله عاقدها وليس ينقض إلا الله ما عقدا وكيف نسقط غصن الخلد من يدها والفجر فوق أيادينا يسيل ندى وكيف نغمض عينيها وقد كحلت عين الحياة بنور أذهب الرمدا وكيف نجحد في السراء سيرتها ونحن والله كنا المتن والسندا يا راقصين على لحن الرخاء هنا بالأمس كان عزاء الجوع مطردا يا رافلين بأزياء الأمان هنا بالأمس كان عراء الخوف منفردا فإن يكن أمس قد ولى فعودته ذكرى من الله أو بلوى لمن جحدا قالت وقد ضفرت ما كان مجتمعا من الهزيع ولمت منه ما شردا ما كنت يا حاسدي والله ناصرة "سعد الفقيه" على نفسي و"مجتهدا" دعني لبيعة "عبدالله" أحفظها وبع ولاءك في السوق الذي كسدا لله ما أقرب اللفظين إن نطقا لكن بينهما في ديننا أمدا.... "بيع" تعاهده الشيطان مبتسما وقال في نفسه : "لن تفلحوا أبدا" و"بيعة" قبل الرحمن دعوتها : "يا رب هيء لنا من أمرنا رشدا" دعني هنا رغم أنف الريح صامدة لو ينزع الموت روحي ما نزعت يدا غدا سيشهد عند الله لي وطني أني أنا سقت أنفاسي إليه فدى غدا سيرفع ذكري عنده ألمي للطهر من دجلة الحرى إلى بردى وأن قلبي لقتل المسلمين بكى حتى غدا الحزن في آفاقه قددا وأن من شر أعدائي أبا لهب والمالكي ونصر اللات والأسدا غدا سيشهد ماء النيل أن يدي حمته من رجس طهران الذي وردا قالت وقد سحبت ذيل الصباح على دموعها وهفت للنور حين بدا يا حاسدي إن نور الشمس راحلتي فالحق مواكبها إن تستطع جلدا إني أنا وطن النور الذي ملأت منه السموات أفواه البلاد هدى على جبيني لدين الله مئذنة وبين جنبي صنت "البيت" و "البلدا" وفي يدي ولد التاريخ مبتدئا وفي تدفنه الدنيا وما ولدا كأنما بعث الرحمن في خلدي سرا من المجد لم يخبر به أحدا يا حاسدي إن يكن ألهاك عن ألقي عد العيوب فهذا أسر من حسدا هذي محاسن أيامي غلبت بها ذر الرمال فهل تحصي لها عددا؟ !