قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، حين سئلت عن السبب في أن الولاياتالمتحدة لم تطالب حتى الآن بتنحي الرئيس السوري: إن واشنطن تريد من دول أخرى أن تعبر عن دعمها لهذا المطلب. وفي مقابلة مع شبكة سي.بي.إس التليفزيونية أذيعت مقتطفات منها اليوم الخميس، قالت هيلاري: إن الشيء الضروري بالفعل للضغط على الرئيس بشار الأسد، هو فرض عقوبات على صناعة النفط والغاز. مضيفة "نريد أن نرى أوروبا تتخذ مزيداً من الخطوات في هذا الاتجاه". ودعت الوزيرة الأمريكية الصين إلى اتخاذ خطوات مع أمريكا بشأن سورية. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية: إن الولاياتالمتحدة حذرت سورية من مزيد من العقوبات الأمريكية ما لم يتوقف العنف ضد الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاد: إن السفير الأمريكي لدى سورية حذّر وزير الخارجية السوري من احتمال فرض مزيد من العقوبات ما لم يتوقف العنف. وخلت الشوارع الرئيسية في حماة من المارة، اليوم الخميس، وتحطمت النوافذ وأغلقت أغلب المتاجر أبوابها بعد هجوم استمر أسبوعاً قام به الجيش السوري لسحق الاحتجاجات في المدينة التي تقع بوسط سورية والتي أصبحت رمزاً للتحدي ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وبعد يوم من إعلان السلطات السورية انسحاب الجيش من حماة بعد حملة قال ناشطون إن عشرات قُتلوا خلالها، بدت المدينة تحت السيطرة الكاملة للحكومة. ولم تشاهد دبابات في المدينة لكن رجالاً مسلحين يلبسون الزي العسكري كانوا يقفون على أسطح البنايات، ووقف جنود في سلسلة من نقاط التفتيش في المدينة، فيما وقفت عربتان عسكريتان مزودتان ببنادق آلية أمام مبنى المحافظة في الميدان الرئيسي في المدينة. وتجولت مجموعة من الصحفيين الأتراك في إنحاء حماة بصحبة مسوؤلين سوريين، وزارت مركزاً للشرطة أشعلت فيه النيران، وكان هناك سيارتان متفحمتان خارج المركز. ومن بين آثار الدمار في الاضطرابات التي استمرت أسبوعاً في المدينة فجوة باتساع متر في ظهر مسجد الحميدية، وعلامات إطلاق نار كثيف على جدران البنايات في مدخل المدينة. وتهدف الجولة التي جاءت بعد يومين من زيارة قام بها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى دمشق، لحث الرئيس السوري بشار الأسد على وقف العنف، إلى إظهار عودة الجيش إلى ثكناته ولو في مدينة واحدة، وتأكيد ما تقوله الحكومة من أن جماعات مسلحة هي التي تقف وراء أغلب أعمال العنف. وفي أماكن أخرى تواصلت الحملة الأمنية التي تقوم بها القوات السورية، وتقول منظمات حقوقية: إن 1700 مدني على الأقل قتلوا فيها. ويقول نشطاء: إن قوات الجيش قتلت خمسة أشخاص على الأقل في هجوم على بلدة قرب الحدود اللبنانية، اليوم الخميس، وذلك بعد يوم واحد من مقتل 18 شخصاً في حمص. وألقت السلطات باللائمة على متطرفين مسلحين في أعمال العنف، وتقول: إن 500 من عناصر الجيش والشرطة قُتلوا. وتجول الصحفيون على جسر على نهر العاصي في حماة، حيث يقول مسؤولون: إن جثث 13 على الأقل من أفراد قوات الأمن عُثر عليها وقد مُثل بها. وقال العديد من السكان من خلال مترجمين رسميين سوريين: إن الجيش دخل المدينة بعد أن استولت عليها جماعات قطعت الطرق وأشعلت النار في مبان حكومية. وقال نزار "تاجر يبلغ من العمر 52 عاماً: "أنا أريد الديمقراطية لكن ما رأيته في هذه المدينة خطأ. هؤلاء الناس يقطعون الطرق ويشعلون النار في البنايات الحكومية، ويضعون هذه المدينة في هذا الموقف. هذه وحشية". لكن هذا الرأي لم يكن محل اتفاق. ووقفت مجموعة من الشبان خارج مسجد الحميدية ورددوا هتافات تطالب بسقوط الأسد. واقترب شاب ملثم لا يظهر منه سوى عينيه من الصحفيين ليوصل رسالته. وقال الشاب الذي قدّم نفسه باسم محمد نصري: "لخمسين عاماً ظل لدينا الحكم نفسه في هذا البلد". وأضاف قبل أن يختفي في شوارع المدينة التي امتلأت بالنفايات والقمامة: "أنتم تروننا لا نحمل سلاحاً، لكنهم يهاجموننا بالدبابات والطائرات. وأقول للرئيس الأسد إن الأمر مهما كان صعباً فسوف نخرجك من السلطة".