قضت المحكمة الجزائية الأولى بحي العدل بمكة المكرمة، اليوم، على مواطن متهم بترويج الحبوب المخدرة في قضية رشوة رجال الأمن الذين ألقوا القبض عليه، لأجل إطلاق سراحه، مقابل مبلغ مالي يبدأ من مائة ألف ريال وحتى مليون، بالسجن سنتين وغرامة مالية 50 ألف ريال. وكانت المحكمة حكمت عليه في شهر محرم 1434ه بالسجن 5 سنوات و 500 جلدة, لحيازته 26 ألف حبة كبتاجون مخدرة.
وكان المتهم صدر بحقه من قبل حكم بالسجن 15 عاماً, بعد تورطه في تهريب 100 كيلوجرام من الحشيش المخدر من اليمن، وشمله عفو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز -رحمه الله- بعد قضاء نصف العقوبة, ولكنه عاد لترويج حبوب الكبتاجون من جديد, وضبط أثناء محاولته تهريب كمية منها جلبها من اليمن, وحاول رشوة الضابط الذي ضبطه بمبلغ 100 ألف ريال ضاعفها إلى مليون ريال لإطلاقه وإحراق المضبوطات.
وترجع قضية رشوة المتهم لرجال الأمن إلى 23 من جمادى الأولى العام الماضي, عندما ضبطته دوريات الأمن بمحافظة الطائف وبحوزته 26 ألف حبّة كبتاجون مخدّر، أخفاها تحت الفيبر الأسود الذي يغطي ظهر الزجاج الخلفي من جهة الصندوق للوانيت الذي يقوده, وعثر معه على مسدسٍ وأجهزة اتصال لاسلكي وتحديد مواقع، وعددٍ من الطلقات الحيّة ومبالغ مالية.
وبدأت تفاصيل القضية التي تابعتها "سبق" في حينها، عندما اشتبهت الدوريات الأمنية بالطائف في سيارة من نوع وانيت غمارتين، وجرى استيقافها على كوبري فندق الإنتركونتيننتال بطريق الحوية شمال الطائف، واتضح أنه يقودها مواطن سعودي "32 عاماً", وعند تفتيش المركبة عثر بداخلها على عدد من الأدوات التي تستخدم في حال تعطل المركبة، ومسدس به 5 طلقات اضافة إلى 6 طلقات أخرى, و 8 أجهزة جوالات مختلفة، ودربيل، وجهاز "كينوود" يستخدم في تحديد المواقع والاتصال اللاسلكي، وسلاح أبيض، كانت جميعها مخبأة أسفل المقاعد الخاصة بكابينة القيادة للمركبة, وكيس معبأ بكميات من حبوب الكبتاجون على الفيبر الذي يغطي الصندوق الخلفي للمركبة، فتمت إحالته لمقر إدارة دوريات الأمن بالطائف.
وكشفت المصادر الأمنية أن المقبوض عليه يعمل في تهريب وترويج الحبوب المخدرة, وكان قادماً من منطقة تثليث جنوب المملكة، وكان في طريقه لمحافظة جدة، وأنه كان موظفاً في وزارة الصحة "كاتب" وتم فصله، وأنه يعقد صفقات مع تجار مخدرات من خارج المملكة.